تظاهرت أمس الآلاف من السيدات المحجبات وغير المحجبات والمنتقبات والقبطيات أمام مجمع التحرير بوسط القاهرة لرفض أعمال العنف والسحل التي حدثت للعديد من الفتيات خلال أحداث مجلس الوزراء الأخيرة. وبدأت المظاهرة بمسيرة كبيرة من ميدان التحرير إلى مقر نقابة الصحافيين لمقابلة مسيرة نسائية أخرى أمام مقر النقابة وتم التحرك بعدها إلى دار القضاء العالي، ورفعت المشاركات في المسيرة العديد من صور الفتيات اللاتي تعرضن للتعرية والسحل على أيدي قوات الشرطة العسكرية وهتفت المشاركات ضد المجلس العسكري واتهموه بأنه المسؤول الأول عن أحداث سحل فتيات مجلس الوزراء وإخضاع بعضهن لكشف العذرية. وشاركت في المظاهرة النسائية حملة «إحنا مش هنتعرى تاني» الداعية للمظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر والعديد من بنات حركات 6 إبريل وكفاية وعدالة وحرية وحركة لا للمحاكمات العسكرية. وأعلنت العديد من الناشطات السيدات مثل الإعلامية بثينة كامل وكريمة الحفناوي و20 منظمة نسائية أخرى تضامنهن ضد سحل البنات وتعريتهن في الشوارع أمام الجميع. وطالبت المشاركات بمحاسبة كل من شارك في أعمال العنف ضد الفتيات والسيدات وسرعة إجراء تحقيقات موسعة عادلة وعدم تجاهل الأمر وعدم مرور القضية مرور الكرام كما حدث في العديد من الجرائم التي ارتكبتها الشرطة المدنية والعسكرية. من ناحية أخرى انصرف عصر أمس رموز القوى السياسية، الذين أعلنوا دخولهم فى اعتصام رمزي أمام دار القضاء العالي بعد مشادات بين المواطنين المتواجدين فى محيط منطقة دار القضاء العالي، وأعلن نواب مجلس الشعب المنتخبين، وبعض الشخصيات العامة، والقوى الشبابية، عن نقل اعتصامهم من أمام دار القضاء العالي إلى سلم نقابة الصحافيين. وقال الدكتور مصطفى النجار نائب دائرة مدينة نصر عن حزب العدل: إن قرار نقل الاعتصام جاء بعد حدوث مصادمات مع مجموعات مناوئة، جاءت لتفسد اعتصامهم وقامت باحتلال المكان أمام دار القضاء العالي؛ لذا تم نقل الوقفة إلى نقابة الصحافيين. إلى ذلك أبدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أسفه الشديد لسيدات مصر العظيمات لما حدث من تجاوزات خلال الأحداث الأخيرة بمظاهرات مجلسي الشعب والوزراء، وأكد احترامه وتقديره الكامل لهن وحقهن في التظاهر، والمشاركة الفعالة والإيجابية في الحياة السياسية عن طريق التحول الديمقراطي الذي تشهده البلاد، مع الوضع في الاعتبار أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات. وقال «العسكري» في بيان رسمي له عبر صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن هذه اللحظات الحرجة في تاريخ مصر تتطلب منا جميعًا التلاحم والتكاتف ونبذ العنف والخلافات بكافة أنواعها، وإتاحة الفرصة لاستعادة الهدوء حتى يمكن الكشف عن عناصر البلطجية المندسة والمأجورة والتي تهدف في المقام الأول بخلاف التدبير والتخريب إلى الإساءة للثوار وشباب مصر العظيم. كما دعا لإتاحة الفرصة لاستكمال العملية الديمقراطية، وإنهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية في توقيتاتها المحددة حتى نبدأ في الاستقرار الحقيقي لمصرنا الغالية. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه من واقع حرصه الشديد على مصر وعلى أبناء شعبها العظيم مستعد لمناقشة أي مبادرة من القوى السياسية التي تسهم في استقرار وسلامة مصر، مشددًا على أن الأمن القومي هو مسؤولية كل فرد من أبناء مصر العظيمة. من ناحية أخرى أعلن المجلس الاستشاري انه سيستأنف اجتماعه اليوم الأربعاء لبحث تطورات الأوضاع في ميدان التحرير وشارع مجلس الوزراء. وقال السيد منصور حسن رئيس المجلس: إن الاجتماع سيحضره أغلب الأعضاء بما في ذلك عدد من المستقيلين بمركز إعداد القادة لمناقشة خطط الإنقاذ والخروج من الوضع الراهن. وكان المجلس الاستشاري قد عقد اجتماعًا مشتركًا مع المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي بحث فيه تطورات الأحداث الراهنة في منطقة مجلس الشعب ومجلس الوزراء وما ترتب عليها من تداعيات. وأكد الاجتماع المشترك ضرورة إنهاء جميع مظاهر العنف فورًا وحقن دماء المصريين مع الحرص على تطبيق القانون على الجميع وصيانة كرامة المواطن المصري رجالا ونساء وتأكيد سيادة القانون وإدانة أي انتهاكات أيا كان مرتكبوها.