أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في الرياض أمس أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تضمر شرًّا لإيران، وإذا خطت طهران خطوة سنخطو خطويتن. ونفى سموه ما يتردد عن سعي دول عربية إلى تدويل الأزمة السورية، وذلك بنقلها ملفها إلى مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن سلوك سوريا هو من يقرر طبيعة الحل عربي أم دولي. ووصف وزير الخارجية مصر ب «قلب العرب»، وقال إنه إذا تراجع دورها اختل العالم العربي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده سموه مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني في ختام أعمال اجتماعات الدور الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأبدى سموه في المؤتمر استعداد بلاده للتفاوض مع الإيرانيين وعلى أي مستوى. وقال إن ايران دولة جارة ونتمنى أن تكون علاقاتنا معها فى أحسن حال، مبينًا أنهم هم الذين يسيئون للعلاقات المشتركة بيننا بتهديداتهم المباشرة لدولة الإمارات ومناوراتهم فى المياه الإقليمية الخليجية. وفي سؤال ل «المدينة» عن سعي دول عربية إلى تدويل الأزمة السورية، وذلك بنقلها ملفها إلى مجلس الأمن، نفى سموه ذلك، ودعا دمشق إلى قبول المبادرة العربية ككل وليس جزءًا منها، وقال إن البروتكول الخاص بمذكرة المراقبين والذي وقعته سوريا أمس الأول هو جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة لن يكتب لها النجاح إلا إذا أوقفت عمليات القتل، وسحب الجيش والآليات السورية من المدن السورية، إضافة الى الإفراج عن المعتقلين. وبين سموه أنه لا يوجد أحد يضمر الشر إلى سوريا، مستدركًا أن المصيبة تأتي من السوريين أنفسهم فهنا يكون الألم والفزع أكبر. وعن مصر، وصف وزير الخارجية، مصر ب «قلب العرب»، وقال إنه إذا تراجع دورها اختل العالم العربي. وكشف عن أن بعض دول المجلس قدمت مساعدات إلى مصر ومنها السعودية، وقال إنّ مصر غالية علينا جميعا وهي تقوم بواجبها رغم مشاكلها. وعن اليمن، أكد سموه وقوف دول المجلس الى جانبه، خاصة فى فترته الانتقالية الحالية، مبينا أن أصدقاء اليمن من سائر الدول ستهب لمساعدة ماليًا. وعن مشاريع دول المجلس حول استخدام الطاقة النووية، قال: إن المجلس يسعى لذلك، مبينا أنه من المؤسف أن تستخدم هذه الطاقة إلى أن تكون آلة دمار. وعن العراق ووضعه بعد الإنسحاب الأمريكي، أكد أن ذلك، شأن عراقى، مطالبًا بغداد بأن تساوي بين مواطنيها. واعتبر الأمير سعود الفيصل محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن، بأنه تجاوز على سيادة دولتين. من جانبه، قال الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني بالمؤتمر الصحفي أنه جارٍ العمل على تحديث قوات درع الجزيرة وذلك وفقًا للخطط الوطنية والخطط المشتركة فى هذا الصدد. وأضاف أن القمة قررت إنشاء هيئة خليجية لدراسة كافة المقترحات ورفع توصياتها إلى اللقاء التشاوري للقادة الذي سيعقد بالرياض فى شهر مايو المقبل. وأكد سموه أن ترحيب قادة دول المجلس ومباركتهم للمقترح الذي ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، خطوة نحو الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول وذلك تمشيًا مع النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها.