• في العاصمة الأمريكيةواشنطن وتحديدًا في المستشفى الوطني الأمريكي للأطفال كان الدكتور عبدالله الربيعة يتحدث إلى أكثر من 300 شخص من الاستشاريين وأساتذة الطب عن عمليات فصل التوائم التي وصلت إلى 29 عملية حتى الآن. اندهش الحضور وشخصت أبصارهم وهم يتابعون المقاطع والشرائح التصويرية التي استعان بها الطبيب الإنسان الجراح الماهر الوزير المجتهد عبدالله الربيعة ليسجل هو وفريقه بصمة عالمية وإنجازًا سعوديًا طبيًا غير مسبوق في مجال فصل السياميين. • في التوقيت ذاته كان الرأي العام في المملكة يتابع بنفس مستوى الدهشة الأمريكية تفاصيل عملية فصل رأس طفلة عن جسدها في مستشفى شرورة على يد طبيب مستهتر. • بالتأكيد أن المقارنة بين الحدثين مجحفة لكن الطريقة البشعة التي انتهى بها الخطأ الطبي لطفلة نجران أكثر من أن تحتمل أو يتقبلها المجتمع من فريق طبي مهمته دمل الجراح والحفاظ على أرواح الناس. * طبيب شرورة لم يكتفِ بخطئه الطبي الشنيع والناتج عن تعامله العنيف مع الحالة بل زاد الطين بلة- كما يقال- وارتكب جرمًا، لا يقبله عقل ولا ضمير.. قد يتقبل المجتمع الخطأ الطبي، لكن إخفاء ما حدث عن أبيه وأمه يعد جريمة أخلاقية مرفوضة. • يا معالي الوزير الرأي العام لا يطالب باستقالة كبار المسؤولين في الوزارة وقيادي صحة نجران ومستشفى شرورة كما يحدث في بعض الدول لكن الكل ينتظر ماذا ستتخذ الوزارة تجاه المتسببين؛ لذا ينبغي عليكم المسارعة إلى إعلان النتائج والعقوبات بشكل عاجل، وبما يوازي حجم القضية. فالبعض يتخوّف أن تلحق بقضية الغسل الجماعي لنزلاء نفسية شهار وقضية طفلي نجران «يعقوب وعلي» وقضية خطف طفل المدينة وقضية تجاوزات مستشفى الملك خالد للعيون وقضية سيارات الإسعاف الكورية وبقية القضايا التي لم تفصح الوزارة عما اتخذ بشأن المتسببين فيها حتى الآن. • يا معالي الوزير كما نجحتم في فصل التوائم السياميين هذا المنجز الطبي العالمي الذي رفعتم به رؤوسنا جميعاً نطالبكم أن تستخدموا نفس مبضعكم الحساس لفصل المستهترين بصحة المواطنين وبتر الأعضاء الفاسدة في جهازكم الطبي وإعلان العقوبات للرأي العام بشكل شفاف.