الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد .. فيسعدني أن أرحب بأخي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في رحاب طيبة الطيبة حيث تستضيف الجامعة الإسلامية سموه لإلقاء محاضرة عن منهج الاعتدال السعودي. وأشير هنا إلى أن موضوع المحاضرة من خلال المحاور المعدّة بهذا الشأن يعبّر عن تصوّر سموه الكريم لمنهج الاعتدال الذي تتخذه هذه الدولة أساساً لفكرها الذي تسير عليه، والمتمثل في الوسطية الشاملة التي حثّنا الإسلام على إتباعها في قوله تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً» حيث قامت عليه هذه المملكة المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة رحمهم الله، وحتى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث تعززت في عهده الزاهر البرامج الحوارية محلياً ودولياً والبرامج والدراسات العلمية والثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى إظهار حقائق الإسلام السمحة وصلاحيتها لكل زمان ومكان. إن منهج الاعتدال الذي حثّ عليه الإسلام يتمثل في كافة جوانب الحياة وهو ما يحتاج إليه المسلمون في كل وقت، وهنا تأتي أهمية تبنّي هذا المنهج على أسس علمية وفكرية، ولعل محاضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تصبّ في هذا الجانب، كما تشكل دليلاً على اهتمام سموه بنشر قيم الثقافة والتسامح والاعتدال، ولعلها تشكل إضافة نوعية للنشاط الثقافي للجامعة الإسلامية. أقدم الشكر والتقدير لأخي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على هذه المحاضرة، كما أشكر معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا وكافة منسوبي الجامعة على ما يقومون به من جهود للارتقاء بأداء الجامعة وترسيخ دورها الريادي الممتد لأكثر من نصف قرن، في خدمة الإسلام والمسلمين والثقافة والعلم والفكر. سائلاً المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وبه ومنه نستمد قوتنا. وبالله التوفيق أمير منطقة المدينة المنورة