توّج صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفائزين بجائزة الملك خالد في فروعها الأربعة (الإنجاز الوطني، والعلوم الاجتماعية، والمشروعات الاجتماعية، والتنافسية المسؤولة)، خلال حفل أقيم في فندق فورسيزونز (برج المملكة) بمدينة الرياض مساء أمس (الأحد)، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد. وقال سمو ولي العهد في كلمته بالحفل الذي اقيم بهذه بالمناسبة: إنه لمن دواعي السرور أن أرعى هذا الحفل الكريم الذي نحتفي فيه بتسليم جائزة الملك خالد لدورتها الثانية لفروعها الأربعة للفائزين من أبناء هذا الوطن المبارك، جائزة تتداعى لها الأفكار والمعاني السامية وذكرُ من تنتسب إليه، جائزة تحمل اسماً عظيماً من اسمها أوفر الحظ والنصيب شخصيةٌ جادت بعطائها ورعايتها لوطن الخير فجاد عنها رب الخلق بحب الخلق وواصل العطاء وأسبغ عليها ينابيع الخير وأطر النماء سبع سنين مباركة من حكم ملك عادل صالح استلهم من هدي النبوة وتراثها من مسيرته واتخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً في حكمه إذ يقول:» كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» خلد الله اسمه في سجل الخالدين وأفاء عليه بأبناء غرس فيهم مكارم الأخلاق وصفاء الأنفس وأبناء حرصوا بأعمال نافعة تنفع وطنهم وتحمل على الخير. وأضاف سموه :إن هذه الجائزة تعطي الخير للجميع وهي جائزة سامية بأهدافها وصدق نواياهم ومقاصدهم وتنوع غاياتهم والتي سلمت بإنجاز سنوي في العلوم الاجتماعية والإنجاز الوطن والمسؤولية والمشروعات الصناعية والتنافسية وبذلك أوجدت بيئة مشجعة بشحذ الهمم وتقديم أعلى درجات العطاء الفكري والعلمي والمادي لخدمة الوطن والمواطن كما أشعل فضول التنافس للقيام بأعمال خيرية والإنجازات الوطنية ولها دورٌ إيجابي في دعم ومساندة جهود الدولة في هذه الجوانب المهمة وفي المقابل لهذه الجائزة وأهدافها وفق الله القائمين عليها بتوفيقه وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع تليق بأهدافها النبيله .... وتشرفت بحمل اسمه وللموضوعية معالم الترشيح لنيلها وقد تميزت بالمصداقية والاختيار والحيادية والعدالة في الترشيح ولعل ترشيح مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في دورتها الأولى لنيل جائزة الإنجاز الوطني دليلٌ على ذلك وعلى تقديرها واستشعارها لدوره الكبير والفاعل في مجالات عدة على رأسها التعليم كما أن ترشيحها في هذه الدورة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله للفوز بالجائزة بذات الفرع له وفاء وتقديرا يستحق الفوز الكبير في العمل المؤسسي والخيري والانساني في المملكة والعالم رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه من واسع غفرانه . ولعل مما يقلل من بهجة هذا الحفل غياب صاحب الجائزة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ولكن الحمد الله أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره ختاماً أسأل الله تعالى لهذه الجائزة التوفيق والنجاح وأن يسدد القائمين عليها لكل خير وأن تكون رافداً ومعيناً لتحقيق جهودها في الجوانب الخيرية والاجتماعية والتنموية إنه سميع مجيب. ثلاثة أسماء لامعة من جهته خاطب الأمير فيصل بن خالد الحضور قائلاً: «إن من يمن الوفاء ومن حسن المقام والفضل، أن نجتمع اليوم في جائزة الملك خالد بن عبدالعزيز، وأن نتشرف بتكريم الباقي في قلوبنا أبداً الراحل سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وتحت مظلة وظلال النبيل الوفي نايف بن عبدالعزيز، فأي شرف هو ذاك الذي يجمع بجوده وفضله هذه الأسماء الثلاثة.. إنها أسماء أعلام حققت في تاريخ هذا الوطن ودونت في بياض صفحاته أروع معاني الإخلاص والانجاز، وكانت لمسيرته سيرة مشرقة مشرّفة». خالد يتسلم جائزة سلطان وتسلّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع جائزة الملك خالد للانجاز الوطني التي فاز بها الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عن إنجازاته في خدمة الإنسانية والإسهام في النهوض بأفراد المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدّمة لهم، والتي كانت منها: إنشاء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية والتي انبثقت منها جملة من المشاريع الإنسانية التالية: مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، التي تعد واحدة من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية، الذي يهدف إلى تقديم خدمات مميزة على المستوى الوطني في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم التقنية، الذي يهدف إلى نشر مبادئ المعرفة وابتكارات العلوم والتقنية، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان، التي تهدف إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن نموذجية والإشراف عليها، إضافة إلى دعمه وتمويله برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة في جامعة الملك سعود، وكذلك الكراسي البحثية والبرامج والجوائز العلمية والبحثية والتطويرية في جامعات المملكة، وتأسيس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود. وقال سمو الامير خالد بن سلطان يشرفني أن أكون بينكم لحضور حفل توزيع جائزة الملك خالد، ويشرفني أن يختار القائمون عليها الفائز في فرع الإنجاز الوطني سيدي وقائدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس. وأضاف :أجد لزاماً عليّ أن أُشيد بأهداف المؤسسة وأصالتها.. أهداف ترتكز على فلسفة العمل الخيري المؤسسي، والحرص على نشر ثقافته وتطويره..كما أجد لزاماً عليّ أن أُشيد بمن تشرّفت الجائزة بحمل اسمه الكريم، الملك خالد بن عبدالعزيز، الذي سار على النهج السياسي نفسه للمؤسس العظيم الملك عبدالعزيز في المحافظة على حماية الدولة والتمسّك بتعاليم الإسلام، والاحترام الكامل للمبادئ والمواثيق.. تكلل عهده بالرخاء الاقتصادي الذي أسهم كثيرا في رقي النهضة الحضارية في شتى المرافق. وفي التقدم العلمي، شهدت البلاد في عهده إنشاء وزارة التعليم العالي، وافتتاح جامعتي الملك فيصل وأم القرى. وأضاف سموه : ولم يدخر جهداً في دعم المشروعات الزراعية والحيوانية والصناعية، ففي عهده أنشئت وزارة الصناعة والكهرباء، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، واهتم بتطوير الخدمات الصحية والعلاجية، من دون مقابل، فضلاً عن اهتمامه بتطوير القوات المسلحة السعودية، ولم تقتصر أعماله على الشؤون المحلية، بل تعدها إلى دعم القضايا الاسلامية والعربية، والسعي إلى توحيد صفوف المسلمين، فاقترن اسمه، تاريخياً، بما عُرف ببيان مكة عام 1401 ه.. إنه، حقاً، رجل دولة.. بسيط في عظمته، عظيم في بساطته. وإني إذ أشكر لمؤسسة الملك خالد بن عبدالعزيز - ممثلةً في مجلس الأمناء، ورئيسها، وهيئة الجائزة ورئيسها، اختيارهم الأمير سلطان لجائزة الإنجاز الوطني – لأعاهدها أن تظلّ أعماله ومشاريعه ماضية مزدهرة، كما كانت في حياته، سنداً للضعفاء والمحتاجين، والمرضى والأرامل والمحرومين، وأن تظل نبع خير لهذا الوطن ولمجتمعه وأهله الكرام. دموع وقلوب ولأنها المرة الأولى التي أنوب فيها عن سيدي في تسلّم جائزة استحقها بجدارة، وهو غائب عنا، فإنني أقول: إذا كانت الدموع قد تحجرت بعد فراقه، فالقلوب لا تزال تنزف، وإذا كان حجم المصيبة عادةً يتناقص بمضي الزمان، إلاّ أن مصيبتنا في أعزّ إنسان تتزايد على مرّ الأيام.. فلقد اشتقنا إليه، نحن أبناءه وبناته، اشتقنا إلى ابتسامته، اشتقنا إلى الالتفاف حوله، اشتقنا إلى توجيهاته، اشتقنا إلى الرحمة التي حباه الله بها، اشتقنا إلى لمسة حنانه، لنا ولأبنائنا وأحفادنا، حتى الطعام اشتقنا إلى مذاقه وهو بيننا. واستطرد سموه : ستظل، يا سيدي يا سلطان الخير، في قلوبنا حتى يوم نلقاك. ستظل توجيهاتك لنا نبراساً في حياتنا من بعدك.. لم نر أمة حزنت على فقيدها كما حزن العالم كله على رحيلك؛ لقد كنت فخراً لنا وسيرتك علماً على رؤوسنا.. لن ننساك، فدماؤك تجري في عروقنا، ورحمة ربي أرجو أن تشملنا، وتهوّن علينا مصابنا، وأن تحيط بنا من حولنا.. رحمك الله يا والدي، وأسكنك ما أنت أهلٌ له.. بما قدمت من خير وسعي وحب ورحمة..وعلى الرغم من فداحة المصيبة إلا أننا نرضى بقضاء الله، ونطلب منه الصبر، ولا نملك إلا أن نقول، نحن أبناء الوالد العظيم وبناته: وإن كانت العين لتدمع، والقلب ليحزن، فإننا بقضاء الله راضون، وبقدَره مؤمنون، ولمشيئته خاضعون، ولفراقك يا والدنا لمحزونون. تكريم الخليفة كما جرى تكريم الدكتور عبدالله بن حسين الخليفة بجائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية، نظير جهوده في العلوم الاجتماعية والدراسات السكانية وما يتعلق بالمسوح الاجتماعية الكمية، وكذلك إسهامات بحوثه وكتاباته وارتباطها الوثيق بواقع المجتمع السعودي. ومن الدراسات التي استقصاها الدكتور الخليفة أخيراً: أثر العوامل الاجتماعية في توزيع السكان على أحياء مدينة الرياض (دراسة ميدانية)، والعوامل الاجتماعية المؤثرة في الفارق العمري بين الزوجين، وأثر اتجاهات الجريمة والخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعات الوافدين الأصلية في سلوكهم الإجرامي في المجتمع السعودي (دراسة ميدانية)، والحاجة للسكن بالمملكة العربية السعودية (13 جزءاً بعدد مناطق المملكة)، والمحددات الاجتماعية لتوزيع الجريمة على أحياء مدينة الرياض. مها الجفالي للمشروعات الاجتماعية وتسلّمت مديرة مركز العون للمعوقين في جدة مها بنت أحمد الجفّالي جائزة الملك خالد للمشروعات الاجتماعية، لدور المركز في تقديم الخدمات والرعاية الشاملة لشريحة الأطفال المعاقين ذهنياً على أيدي كوادر متخصصة باستخدام أحدث التقنيات في عمليات التعليم والتأهيل والتدريب، مع اهتمام خاص بتعزيز التشريعات والقوانين التي تعمل على حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توعية أفراد المجتمع بقضايا الإعاقة والمعاقين. مرافق وناتبت ومستشفى فقيه وفيما يخص جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة، التي تُمنح بالشراكة مع الهيئة العامة للاستثمار، فجرى تكريم ثلاث شركات تعمل على تطبيق أفضل الممارسات وتتبنى البرامج الأكثر فاعلية في دعم التنمية المستدامة، وهذه الشركات على التوالي: المركز الأول: شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق). المركز الثاني: الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية (ناتبت). المركز الثالث: مستشفى الدكتور سليمان فقيه.