أكرّر: أنا أؤيّد مقولة (إِنْتْ تِبِي كُلّ شي منّا بلاش؟ يا عمّي رُحْ اِشْتَر) التي قالها مسؤول في وزارة الزراعة للمواطن المُزارع، المُسِنّ، الأمِّي، البسيط، الذي طلب منه مَصْلًا طبيًا لوقاية ماشيته من مرض الحُمّى القلاعية، وأرى أنّ المقولة لصالح المواطن، ودليلي على ذلك ليس محتارًا كدليل أمّ كلثوم، بل ما يلي: عبارة (إِنْتْ تِبِي كُلّ شي منّا بلاش؟) تمنح المواطن ما لم يحلم به طيلة حياته، ألا وهي شهادة طبيب بيطري دون أن يلتحق بكلية الطب، فلو أخذ المَصْل جاهزًا ومجانًا من الوزارة ولم يشتره من السوق لَمَا ثقّف نفسه بنفسه حول أنواع الأمصال وأشكالها وطرق استخدامها ومُدّة صلاحيتها، و.. و.. و..، ومن غير المعقول أن تكون هكذا شهادة بلا تكلفة؟ اتق الله يا مواطن، فبعض الجامعات تدفع الملايين لشهادة تصنيف أعلى، وأنتَ تدفع فقط تكلفة مصْل! وكلمة (يا عمّي) فيها احترام للأنام، وصلة للأرحام، وابسط يا عمّي المواطن من قدك؟! وكلمة (رُحْ) فيها موسيقى ناعمة ورقيقة، وهي ألطف بكثير من كلمة (رُوووح) التي يستخدمها أهلُ جدّة الخَشِنُون! وكلمة (اِشْتَرْ) فيها حنان وسكون، وملائمة للسجع، ولنهاية المقولة! لهذا، فالمواطن غلطان، والزراعة لدينا عال العال، بدليل أنّ الخضروات والفواكه الأجنبية أصبحت أكثر وأجود من الخضروات والفواكه السعودية، وكذلك هي ماشيتنا، بدليل أنّ أجسامنا أصيبت بنقص البروتين بعد قرار الجامعة العربية عدم استيراد الماشية السورية، وعلى رأسها الخروف النعيمي الحبيب! T_algashgari @ تويتر