أوضح الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف، في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن البعد الحضاري للمملكة غائب عن ذهنية المواطن، ولم يحظ بالعناية التي يستحقها مثل الأبعاد الثلاثة الأخرى (الإسلامي والسياسي والاقتصادي)، موضحًا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل مع شركائها، من خلال مبادرة البعد الحضاري على تقديم المفهوم الحضاري للمملكة كبعد من الأبعاد الرئيسة لها، وذلك لتحقيق القدر الأكبر من المعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والاعتزاز والفخر بالمكونات الحضارية الوطنية، وذلك عبر تهيئة المسارات التعريفية والتوعوية المناسبة، وتنفيذ المشاريع والبرامج التي تساهم في إبراز التراث الحضاري وتنميته، وتفعيل دور المجتمع في تحقيق ذلك. جاء ذلك في ثنايا المحاضرة التي قدمها بنادي الرياض الأدبي مطلع الأسبوع الماضي عن البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، أشار فيها إلى أن المملك تمتلك إرثًا حضاريًا كبيرًا، وشرفها الله بأن تكون مهدًا للإسلام والعروبة والعديد من الحضارات الإنسانية، وكانت ملتقى الطرق لقوافل التجارة بين القارات، مشيرًا إلى أن إنسان الجزيرة العربية قدم صورة مميزة عن المشاركة الفاعلة في بناء الثقافة والحضارة الإنسانية، وكان منفتحًا على الحضارات الأخرى. كذلك تطرق الغبان في حديثه إلى مبادرة البعد الحضاري التي تبنتها الهيئة ودعمتها الدولة لإبراز بعد المملكة الحضاري، مشيرًا إلى أنها تتضمن ثلاثة مسارات رئيسة يندرج في إطارها أكثر من (80) برنامجًا ومشروعًا، وتستهدف جميع شرائح المجتمع وفئاته العمرية. كما تناول المكتشفات الأثرية الحديثة، التي تم اكتشافها خلال العام الماضي، ومنها موقع المقر الأثري والذي كشف عن حضارة المقر التي تؤكد أن استئناس الخيل عرف في الجزيرة العربية قبل 9000 سنة، إضافة إلى اكتشاف مسجد جامع مدينة اليمامة الرئيسي، إبان صدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي، وهو مسجد كبير تدل المؤشرات الأولية على أنه قد يكون الأكبر في الجزيرة العربية بعد الحرمين الشريفين في تلك العصور. مستعرضًا كذلك تسلسل الحضارات على أرض الجزيرة العربية، مبينًا أن أرض المملكة كانت موطنًا للعديد من الحضارات التي ازدهرت داخل حدودها، ومنها حضارات المقر، ومدين، وعاد، وثمود، ودلمون، إضافة إلى الممالك العربية التي نشأت في أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية على امتداد طرق القوافل التجارية.