أعتقد أنه آن الأوان لأخْذ ميثاقٍ غليظٍ من بعض مُثقّفينا ألاّ يقولوا شيئًا عن صحابة الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلاّ بالخير أو.. يصمتوا!. ترى.. ليست (واوًا) واحدة في (يصمتوا) بل ثلاثة، يعني (يصمتوووا)... فهناك إعلامي قديم وهو أحد هؤلاء المُثقّفين السعوديين، من مُؤيّدي الشروط الكثيرة التي وُضِعت لاستحقاقية العاطلين عن العمل لمعونة (حافز) المادية، ولا اعتراض لديّ على رؤيته، ولكن عندما أخبره أحد الدُعاة - كما حكى هو ذلك بنفسه في برنامج (الأسبوع في ساعة) في قناة روتانا خليجية مؤخرًا - مقولة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.. (والله لأزيدنّ الناسَ ما زاد المال، ولأعُدَّنّ لهم عدًّا، فإن أعْياني كثرتُه لأحْثُوَنَّ لهم حثْوًا بغير حساب).. علّق عليها بأنها أسوأ ما يمكن تطبيقه لدينا، وشبّهها بسياسة القذّافي الذي زعم كذبًا أنه أشْرك الشعب الليبي في الثروة النفطية، وهذان ما أعترض عليهما بشدّة، حتى لو كان قصده ألاّ تُوظّف المقولة لتواكل العاطلين على الدولة بلا عمل وإنتاج، فقد كان بإمكانه أن يعرض رؤيته دون الإساءة لخير الأمّة وأفقهها في التصرّف بالأعطيات العامّة بعد نبيِّها عليه الصلاة والسلام وصدِّيقها رضي الله عنه، ولو قال -مثلًا- إنّ الزمن اختلف كثيرًا عن زمن الصحابة رضي الله عنهم، الأمر الذي يستلزم الاجتهاد في وسائل الأعطيات العامّة تجنّبا للتواكل لَمَا لامه أحد، بل حتّى التواكل قد بَرِئَ منه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، إذ زجر من يتعبّدون الله في المسجد بدون أن يعملوا بحكمته الشهيرة: إنّ السماء لا تُمْطِر ذهبًا ولا فضّة، فمتى يُمْطِرنا هذا الإعلامي بقولٍ مُنْصِفٍ عن الذي إذا مشى في طريقٍ مشى الشيطان في غيره؟. ماذا بقي؟ بقي أن أقول إنّ هذا الإعلامي لو كان عاطلًا يحتاج إلى معونة (حافز) لربّما ألّف كتابًا يُثْني فيه على مقولة عمر بن الخطّاب، لكن يبدو أنّ الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار، وأنا أقول أيضًا إنّ البطالة مرض، وأنّ الجدال المستمر حول (حافز) عَرَض، فما بالُنا (نتهاوش) حول العَرَض تاركين المرض بلا علاج؟!.. عجبي!!.