منذ أن افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة (مجمع إذاعة جدة)، وهي اللوحة التي عُلّقت على هذا الصرح الإعلامي «الأيقونة» في السابع عشر من شهر ذي القعدة الماضي.. وانتقال الإذاعة إلى المبنى الجديد يسير ببطء شديد، ولايزال المبنى مغلقًا منذ تاريخ افتتاحه وحتى الآن.. يبدو أن الصور التي نقلت لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة.. ذلك الوزير الشاعر الذي يملك الإنسانية بكل صفوها ورونقها ورهافة حسّه.. أقول من نقل له الصورة من قيادات هذه الوزارة فهي للأسف الشديد مغلوطة، وتنافي الواقع.. تجوّلت في هذا المبنى، وذهلت حقيقة لآخر التقنيات الفنية لتجهيز هذا المبنى بالأجهزة الرقمية العالية الدقة.. العمل في هذا المجمع وفق أحدث الأجهزة الحاسوبية الرقمية، بمعنى أنه ليس هناك أشرطة تسجيل، أو سي دي هان.. فالعمل يسير وفق تسجيل رقمي عبر أجهزة الحاسب، وعليه ستمر هذه المواد الإذاعية عبر منظومة متناهية الدقة من الاستوديو الإذاعي إلى المكتبة، فإدارة التنسيق إلى أن تصل إلى استوديو البث الإذاعي، وهذا يعني أن تتكفل الشركة التي وضعت تلك الأجهزة بتدريب الكوادر الإذاعية من مهندسي التسجيلات إلى موظفي المكتبة، وكذا موظفي إدارة تنسيق، وكذا المذيعين، ومحرري الأخبار الذين هم في أمس الحاجة للتدريب والانتقال من الكتابة على الحاسوب، وإلى تقنية وجمع الأخبار وإرسالها عبر النظام إلى استوديو البث المباشر.. لكن التدريب الذي يتم الآن على استحياء، حيث يتم انتداب مجموعات من المهندسين إلى الرياض ليتلقوا دورات على الأجهزة المحاكية لمثلها في إذاعة الرياض، وأجزم أن التكنولوجيا الإذاعية بين هاتين الاذاعتين مختلفة جدًّا، فهل خمسة أيام انتداب لهؤلاء المهندسين كافية من السقطات حينما يتم البث الفعلي لإذاعة جدة (البرنامج الثاني)، ونداء الإسلام والإذاعات الموجهة. المنظومة في هذا المجمّع الجديد مرتبة ترتيبًا تصاعديًّا، والسؤال الذي يطرح نفسه مبنى يكلف 130 مليون ريال.. ولا تقوم الشركة المنفذة بتدريب موظفي إذاعة جدة. ثم لابد أن يكون هناك تجارب بث قبل بدء البث الفعلي لمحاكاة الواقع لتلافي الأخطاء الكارثية التي إن تم الانتقال بهذا الشكل بدون تدريب وتجارب لبث إذاعي لمدة عشرة أيام. إن الحاجة ماسّة الآن للبدء في تدريب هذه الكوادر لمدة شهرين أو ثلاثة حتى يتم اتقان العمل الرقمي لتلك الأجهزة الحديثة التي زود بها المبنى الجديد للاذاعة. ثم لماذا التسرع في الافتتاح، ولم يتم تدريب العاملين، وانتقال الإذاعة إلى المبنى الجديد.. الافتتاح تم بأبسط الحلول.. احضروا مجموعة من الزملاء من مهندسين ومذيعين ومخرجين، وأوهموا الجميع أن الإذاعة بدأت في الانتقال التدريجي للبث الفعلي من المجمع الجديد. انني احذر اذا لم يتم التدريب وفق أنظمة عالية الدقة حتى يستوعب جميع العاملين كيفية ادارة وتشغيل تلك الاجهزة وإلا فإن خللاً كبيرًا سيحدث وعندها لا ينفع الندم. (*) إعلامي وباحث