بدأ إنتاج مزارع الفاكهة في المملكة بالظهور في الأسواق، على اختلاف أشكالها، وأنواعها، إذ يبدأ مع فصل الشتاء الذي هلّت بشائره حصاد البرتقال، اليوسفي، الكمثرى، الكرز، وغيرها من الفواكه الوطنية التي يحل موسمها، وبدأت هذه الفواكه في الانتشار بالأسواق، ومحلات بيع الفواكه والخضراوات. الملاحظ في تلك الفترة أن اسعار تلك الأنواع ثابتة، أو بالأحرى، وكما يسود الأجواء الباردة في بعض المناطق، تجمّدت دون زيادة أو نقصان، وهو ما يعتبر عامل المنافسة الأول الذي يرجّح كافة الوطني مقابل المستورد. ويؤكد عاملون في السوق المركزي للخضراوات بجدة أن تلك الفترة تشهد توافر العديد من الفواكه الوطنية التي تحظى بإقبال المتسوقين، مشيرين إلى أن بداية الموسم تشهد طفرة في الأسعار، سرعان ما تهدأ وتصل حد التجميد، والثبات، وهو ما يجعل الإقبال يتزايد على المنتجات الوطنية من الفواكه. يقول محمد الحرازي «بائع» في حلقة الفواكه والخضار: يأتينا في موسم الشتاء العديد من الفواكه ذات الإنتاج المحلي كالبرتقال، واليوسفي، والكمثرى، والكرز، وغيرها، وتختلف أسعارها من نوع لآخر، فاليوسفي الوطني مثلاً في بداية موسمه يكون ب25 ريالاً للصندوق متوسط الحجم، ويبدأ تدريجيًّا في النزول إلى أن يصل قرابة ال15 ريالاً في نهاية الموسم، مقارنة بالفواكه المستوردة التي تُعرض وتباع طوال العام بأسعار تتراوح بين 20 ريالاً -في غير موسمها- و10 ريالات -في موسمها-؛ لأن الفواكه في العادة تنخفض أسعارها في أوقات مواسمها، وتعلو في غيرها. وأضاف خالد المجزاجي «بائع»: الفواكه الوطنية تكون غالبًا هي الأغلى؛ لأنها ذات جودة أعلى من تلك التي نستوردها من الخارج. إذ إنها مزروعة بطريقة طبيعية، دون إضافة أي عنصر كيميائي منذ بداية مراحل نموها وحتى موسم قطافها. وفي هذه الأثناء كان أكرم السيد الذي جاء مع زوجته إلى حلقة الخضار لكي يشتري -فقط- من برتقال العُليا، الذي بدأ موسم حصاده في المملكة منذ قرابة أربعه أيام، كان على استعداد أن يدفع أكثر ممّا دفعه في صندوق هذا الصنف من الفاكهة بسبب روعة مذاقها، وندرة حصوله عليها في بقية فترات العام. ومن ناحيته عبّر إبراهيم السعيد صاحب شركة لاستيراد الفواكه والخضار عن طموحه في جعل شركته تقوم بتصدير الفواكه ذات الإنتاج المحلي إلى أبعد حدود العالم؛ ليتذوق القاصي والداني مخرجات هذه الأرض الطيبة، غير أنه لا يجد الكميات التي تكفي أن تغطي السوق المحلية في المقام الأول حتى يستطيع تصدير كميات أخرى للخارج.