أظهرت النتائج الأولية التي أذاعتها وسائل الإعلام المصرية أمس الأربعاء أن جماعة الإخوان المسلمين تصدرت نتائج الدور الأول للانتخابات التشريعية الأولى التي جرت بعد إسقاط نظام حسني مبارك. ولاحقا، أكد حزب الحرية والعدالة المنبثق من الإخوان المسلمين تقدمه وفقا «للنتائج الأولية» لعمليات فرز بطاقات التصويت للمرحلة الأولى، بحسب بيان بثه على صفحته على موقع «فيس بوك». يأتي ذلك، فيما تجددت الاشتباكات في ميدان التحرير مساء أمس الأول، مخلفة 108 إصابات عشر منها في حالة حرجة، إلا أن الاشتباكات كانت على خلاف المرات السابقة والتي كانت بين المعتصمين وقوات الأمن، حيث جرت مواجهات أمس الأول، بين معتصمين وعدد من الباعة الجائلين في الميدان. وأوضحت صحيفة الأهرام الحكومية أن حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان وحزب النور السلفي متقدمان في ست من المحافظات التسع تليهما الكتلة المصرية (ائتلاف أحزاب ليبرالية)». وأضافت الصحيفة أنه «في أكثر من دائرة وخصوصا في المناطق الريفية يأتي الإسلاميون في المقدمة في حين أن فرصهم تقل في المدن الكبيرة». وذكرت صحيفة «الشروق» المستقلة أن «المؤشرات الأولية تشير إلى حصول حزب الحرية والعدالة على 47% من الأصوات في حين فازت الكتلة المصرية ب22%». وقالت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة كذلك إن التقديرات الأولية تشير إلى تقدم حزب الحرية والعدالة في حين أن السلفيين والليبراليين يتنافسون على المرتبة الثانية. وكانت عمليات الاقتراع انتهت مساء الثلاثاء من دون وقوع مشكلات، ما اعتبره المجلس العسكري الذي أمسك بزمام السلطة إثر إسقاط مبارك، نجاحا كبيرا له بعد قرابة أسبوعين من التظاهرات المطالبة بتركه السلطة فورا، وهي تظاهرات تخللتها اشتباكات دامية أوقعت 42 قتيلا. إلى ذلك، خلفت اشتباكات اندلعت في ميدان التحرير مساء أمس الأول، بين معتصمين وعدد من الباعة الجائلين، 108 إصابات عشرة منها في حالة حرجة. وكانت الشرارة عندما رفض الباعة طلب المعتصمين المتكرر بالخروج من الميدان والذهاب إلى مكان آخر، مما أدى إلى حدوث مشادات كلامية أسفل كوبري 6 أكتوبر القريب من الميدان، تطورت فيما بعد إلى إطلاق النار ومولوتوف من جانب الباعة المدعومين من بلطجية على المعتصمين، فيما لم تتدخل قوات الجيش والشرطة لفض الاشتباكات، واكتفت بالوقوف على مداخل الشوارع الرئيسة لتأمين المنشآت الحيوية. ودفعت الاشتباكات عددا من الشباب الذين فضوا اعتصامهم للعودة إلى الميدان لتكوين لجان شعبية لتحمي المعتصمين بعد أن رفضت الشرطة أن تقوم بهذا الدور. وأكد شهود عيان أن تأخر سيارات الإسعاف في الوصول لإنقاذ المصابين زاد من حدة الإصابات. وتمكنت اللجان الشعبية من إلقاء القبض على 3 يعتقد أنهم من الباعة الجائلين يحملون المولوتوف. وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية محمد الشربيني ارتفاع عدد المصابين بميدان التحرير إلى 108 حالات من بينهم عشرة في حالة حرجة، موضحا أن الإصابات ناجمة عن الرشق بالحجارة وطلقات خرطوش وجروح وكدمات وحروق. ورفض عدد من الباعة الجائلين المتواجدين بالقرب من الميدان اتهامات المتظاهرين بالإساءة إلى الميدان وأخلاقياته والاتجار في المواد المخدرة، مؤكدين أنهم شاركوا في أحداث الميدان وهو مصدر رزقهم الآن. وقال مصدر أمنى ل»المدينة» إن الأجهزة الأمنية طلبت من المعتصمين حمايتهم من أي اعتداء خارجي، إلا أن المعتصمين رفضوا ذلك، وقال إن الخلافات اشتدت خلال الأيام الماضية بين الباعة الجائلين بسبب قيام بعضهم ببيع المخدرات لبعض الأشخاص.