صوت مجلس الشورى الايراني أمس بغالبية كبيرة على قانون يخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع بريطانيا اثر العقوبات التي فرضتها لندن على طهران الاسبوع الماضي. وصوت 179 من النواب ال206 الذين حضروا الجلسة (من اصل 290) لصالح مبدأ خفض العلاقات بين البلدين، قبل ان يبدأوا نقاشا لتحديد تفاصيل هذا الاجراء الذي يفترض ان يؤدي الى رحيل سفيري البلدين على اقل تقدير. ومشروع القانون الذي اعدته لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ينص على ان تخفض وزارة الخارجية في «مهلة اسبوعين العلاقات مع بريطانيا الى مستوى القائم بالاعمال وان تحصر العلاقات الاقتصادية والتجارية بالحد الادنى». ولا يزال يفترض ان ينال القانون موافقة مجلس صيانة الدستور قبل ان يدخل حيز التطبيق. وعند الاعلان الاربعاء الماضي عن مبادرة مجلس الشورى، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجردي وزير الخارجية علي اكبر صالحي الى «طرد السفير البريطاني نظرا لسياسة لندن العدائية تجاه ايران». وقد فرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا الاثنين الماضي عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. ولا تقيم ايران علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة منذ اكثر من 30 عاما فيما تم خفض العلاقات مع كندا الى حد كبير. يأتي ذلك بعد يوم من تحذير الجنرال عامر علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني، من ان بلاده ستستهدف الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي في تركيا ردا على اي تدخل عسكري اجنبي ضدها. وقال حاجي زاده كما نقلت عنه وكالة مهر الايرانية للانباء: «اذا تعرضنا لتهديد، ننوي اولا استهداف درع الحلف الاطلسي المضادة للصواريخ في تركيا. ثم سنهاجم اهدافا اخرى». وحتى الان، كرر مسؤولون ايرانيون انه في حال تعرضت ايران لهجمات فان قواتها المسلحة سترد عبر اطلاق صواريخ على اسرائيل. وهي المرة الاولى تتحدث قيادة الحرس الثوري الايراني عن امكان استهداف تركيا. ومنذ اصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الاخير عن البرنامج النووي الايراني وابدت فيه «قلقا كبيرا» حيال البعد العسكري لهذا البرنامج، تحدث مسؤولون اسرائيليون عن امكان توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية.