وردتنا رسالة من موقعة من آمنة زين حقتوى، بعنوان: «من مشاهداتي في مستشفى صبيا العام»، حيث تقول الرسالة: في ذات الصباح لم أكن محظوظًا، عندما اشتدت حرارة ابني على إثر تطعيمه، رغم أن الطبيبة أكدت لنا في اليوم السابق، أنها لا ترفع الحرارة، وأن الأمر لا يستدعي صرف أية أدوية، ولكن في صباح اليوم التالي ارتفعت حرارة الابن إلى درجة التشنج، وعندما هرعت به إلى قسم الطوارئ في مستشفى صبيا العام، تفاجأت أن الطبيب غير موجود، وكانت الحالة حرجة تتطلب على الأقل إدخال مريضنا إلى غرفة الضماد، ولكن شيئًا لم يحدث، فالطبيب غير موجود، وحادثت الموظف الجالس في كاونتر الاستقبال: أين طبيب الأطفال؟ فأشار إلى أنه موجود بالأعلى يباشر حالة، وأنه سيستدعيه في الحال، عدت منتظرًا، وكان إلى جانبي أب يحمل ابنته الصغيرة، كانت لا تتوقف عن الاستفراغ في بهو الطوارئ، وأب آخر يمسك بيد ابنه الصغير ذهابًا وإيابًا، فقلت له: هذا مستشفى غريب.. أين عمال النظافة كي يمسحوا هذا «الطراش»؟ ثم لماذا يباشر طبيبٌ حالةً مرضي في التنويم ومكانه أصلا في الطوارئ؟ ثم ألا يوجد إلا هذا الطبيب لينشق اثنان ما بين الطوارئ والتنويم؟ قال صاحبي: هنا في قسم الطوارئ من المفترض أن تكون الاستعدادات على أشدها، ولماذا سميت طوارئ؟ ثم ما دخل «طبيب عام» كي يباشر حالة خاصة في التنويم؟ وأي الحالتين أولى بالمباشرة على افتراض أن هذا هو الطبيب الوحيد في المستشفى؟ وبينما كنا نغرق في بحور من الأسئلة المحيرة، اقترب أحد المرضى من الكاونتر يسأل بمرارة عن هذا الطبيب الذي استدعي من نصف ساعة ولم يأت بعد، فأجابه الموظف في هدوء: سيأتي، ولكن لديه الآن عملية.. وهل العمليات تتم بترتيب دقيق، أم باختطاف الطبيب من الطوارئ؟ عندها نهضت متجهًا إلى أحد المستشفيات الأهلية.