عندما تحدثتُ في مقالي السابق عن الأحلام وإمكانية تحقيقها وعن ضرورة الصبر والسعي معًا للوصول إليها وتحويلها إلى حقيقة، وعن دور الأمير سلطان بن سلمان في خدمة أصحاب الإعاقة وضرورة الوقوف معه لتحقيق أحلامنا، هاجمني البعض بشدة، فوصفوني بالمستجدي المحسوب على هذه الفئة من ذوي القدرات الخاصة، ويعلم الله أنني لا أكتب ما أكتبه إلا لأنني أحمل هم هذه الفئة وأسعى إلى إنصافها دائمًا. لست جاهلاً بالطبع بنظام البلدية الصادر قبل سنوات، والذي يتضمن اشتراطات على المباني والطرقات لتتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ولست غافلاً عن تلك القرارات التي تصدرها الدولة -حفظها الله- لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ رغم أنها صدرت قبل سنوات طويلة، ولكنني أتساءل هل نملك -نحن كأصحاب حاجة- السلطة الكافية لمحاسبة هذه الجهات؟! بالطبع لا، وما دمنا كذلك فعلينا أن نستغل الفرصة عندما نجدها ممن يحاولون قدر الإمكان مساعدتنا في الحصول على حقوقنا المشروعة، بدلاً من لومه وتوبيخه واتهامه بالتقصير والوقوف ضده. وعندما أعود للحديث عن تلك الأحلام التي أراها واقعًا أمامي يتحقق، فلا بد أن أتحدث عن مشروع (تيسير)، وهو اختصار المشروع المسمى تيسير جدة لذوي الإعاقات التابع للغرفة التجارية بجدة، والذي تتولى تنفيذه المسؤولية الاجتماعية بالغرفة تحت رئاسة الشيخ أحمد الحمدان وإشراف مباشر من قِبل رجال مخلصين وعلى رأسهم الأستاذ فيصل باطويل، ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل 3000 مبنى حكومي بجدة ليصبح ملائمًا لذوي القدرات الخاصة. مشروع كهذا يخدم أهدافًا كهذه ترؤسه شخصية استثنائية حملت على عاتقها خدمة جميع فئات ذوي القدرات الخاصة، فعندما نتحدث عن الشيخ أحمد الحمدان لا بد أن نشير إلى أنه يدير أكثر من مشروع لخدمة هذه الفئة الغالية، والسؤال: ألا يستحق هذا الرجل وأمثاله وقفة صادقة منّا حتى يتحقق لنا الهدف المنشود؟! أتمنى من الجميع أن يركز على الإيجابيات، وأن يبتعد قدر الإمكان عن السلبيات؛ لأنّ الحديث فيها لن يُقدِّم ولن يُؤخِّر، فالأجدى أن ندعم مثل هذه المشاريع الهادفة بكل ما نملك؛ لأننا شركاء مهمين جدًّا في تيسير الأحلام.