أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث الخيرية ورئيس اللجنة العليا لجائزة سموه للتراث العمراني أن أهم تحدٍ يواجه التراث العمراني الوطني هو تغيير المفهوم لدى الشباب لأن التراث العمراني ليس قضية ترميم أو حنينًا للماضي بل هي قضية وفاء للمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في حفل توزيع جوائز الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني لطلاب الجامعات (الدورة الرابعة السنة الأولى لطلاب جامعة الملك عبدالعزيز) في مركز الملك فيصل للاحتفالات والمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة صباح أمس، وقال الأمير سلطان: إلى وقت قريب كان الاهتمام بالتراث العمراني هامشيًا وبعدًا منسيًا حتى أصبح تحديًا للأمر الواقع وحلمًا تحقق اليوم ولله الحمد، متسائلًا: هل يعقل أن يُمحى هذا التاريخ ويصبح تاريخ الوحدة المباركة التي نستظل بظلها اليوم فقط مواد في الكتب وقصص تقرأ على الأطفال؟!. وأضاف: هذا الحضور الكبير للحفل يدل على اهتمام كبير جدًا ونقلة كبيرة في اهتمام الجامعات السعودية ونحن نرى اليوم ولله الحمد وقد انطلقت برامج التراث العمراني في جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز وغيرها من الجامعات الأخرى حيث تكوّنت قناعة كبيرة عن أهمية التراث العمراني الوطني لنا كمواطنين بحيث تولت النظرة لها من مواقع ازدراء الى مواقع اعتزاز واستلهام واستغلال للفرص الذي ستكون متاحة في هذا التراث العمراني الكبيرة. وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمته في الحفل أهمية ما صدر من الدولة من أوامر قوية من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده حفظهم الله، وأمراء المناطق، ومن وزارة الشؤون البلدية والقروية، في عدم المساس بالتراث العمراني إلا بعد الرجوع إلى الهيئة حتى تتم دراسته وتوثيقه وفق قرارات مؤسسية وعلمية، مشيرًا إلى أن القيادة واعية وتقدّر هذا التاريخ والتراث الذي يعتبر آبار نفط غير ناضبة. وأبرز سموه دور الفتاة السعودية في مجال دراسة وأبحاث التراث العمراني، وقال: أنا سعيد لما رأيته من الإقبال الكبير من الطلاب والطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز وخصوصًا الطالبات اللاتي يعملن في مجال التصاميم الداخلية، ونحن نعتز بمشاركتهن ولا فرق حقيقة بين مواطن وآخر وبنات المملكة العربية السعودية لا يحتجن إثبات أنفسهن أبدًا، بل نحن نحتاج أن نعطيهن الفرصة المستحقة ليقدمن ويخدمن بلادهن ويشعرن بالاعتزاز لوطنهن، مبيّنًا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتطلع اليوم لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة الملك عبدالعزيز. وزاد الأمير سلطان بن سلمان: الهيئة بصدد تحويل مواقع التراث العمراني إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وتعيش فيها الأسرة وتستمتع فيها وتتطلع إلى الذهاب إليها بنهاية الأسبوع وتجعلها جزءًا من حياتها والدولة ستساعد في هذا التحول من خلال القروض وسوف تكون عاملا أساسيا في الدعم وهذا ما تقوم به الدول المتحضرة وأنتم إن شاء الله تعيشون في دولة متحضرة ونحن نسابق الزمن لاستدراك ما تم من الهدم والإهمال في السابق. وكان سموه قد حضر حفل توزيع جوائز الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني لطلاب الجامعات (الدورة الرابعة السنة الأولى لطلاب جامعة الملك عبدالعزيز)، وافتتح المعرض المصاحب، بحضور معالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، ومعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب، والدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة، وعدد من المهتمين والمسؤولين ورجال الأعمال والإعلام والطلاب، وشاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن الجائزة، وكرّم سموه أعضاء لجنة التحكيم وكلية تصاميم البيئة والرعاة المشاركين، كما تسلّم درعًا تذكاريًا من مدير جامعة الملك عبدالعزيز نيابة عن منسوبي وطلاب الجامعة. كما ألقى مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب كلمة أكد خلالها أهمية التراث العمراني ومستقبله، منوهًا بالتعاون الدائم والمستمر مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. تكريم الفائزين بعد ذلك كرّم الأمير سلطان بن سلمان الفائزين بالجائزة، حيث حصل على فرع جائزة مشروع التراث العمراني: * الفائز الأول: مشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية النجدية ين الأصالة والمعاضرة (دراسة تطبيقية بمنطقة حلة الدحو- الرياض).. برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز، الطالبات: بسمة الحربي- وجدان حسنين- حنان كلكتاوي- ايمان باعبدالله- أبرار السقاف- منى الجدعاني، والمشرفات: الدكتورة علا هاشم، والأستاذة نورة غبرة، والأستاذة عائشة زين العابدين. * الفائز الثاني: مشروع جامعة أهلية في مدين الرياض- كلية الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى، الطالب: عمر عبدالغني حميدان، والمشرفون: الدكتور عبدالحميد أحمد البس، والدكتور عبدالغني حسن منور، والدكتور ثامر الحربي. * الفائز الثالث: مشروع جامعة أهلية في مكةالمكرمة- كلية الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى، الطالب فهيد عيسى الدوسري، المشرفون: الأستاذ عبدالحميد البس، والدكتور عبدالغني منور، والدكتور ثامر الحربي. فرع جائزة مشروع الحفاظ على التراث العمراني: * الفائز الأول: مشروع تطوير المسارات التاريخية بمنطقة قلب جدة، كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز، الطلاب: فارس سبأ- رعد النفيعي- فيصل الدوسري- أحمد الفقيه- حزام الأحمري- محمد الضويحي- فواز الفايدي- حسين الغامدي- محمد الضبيان- عبدالرحمن طارق- ضياء فقاص، المشرف: الدكتور وحيد سالم. * الفائز الثاني: مشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية التقليدية برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز، الطالبات: عائشة إسكندراني- آلاء محمد أبو ريش- رغدة كاتب- سارة الزهراني- غصون سرحان- ديانة أبو عون- أفنان بترجي، والمشرفات: الدكتورة علا هاشم، والأستاذة نورة غبرة، ةالأستاذة عائشة زين العابدين. فرع جائزة تعليم التراث العمراني: * الفائز الأول: كلية العمارة الإسلامية بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى. * الفائز الثاني: كلية تصميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز. * الفائز الثالث: مناصفة بين كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود وكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. كان الحفل قد بدأ بتلاوة من الذكر الحكيم، وبعد ذلك ألقى الدكتور أسامة الجوهري (أمين عام الجائزة) كلمة هنأ فيها الطلاب الفائزين بالجوائز، وأكد على أن حدث اليوم ما هو إلا باكورة لأحداث لملتقى التراث العمراني الأول، موجهًا الشكر للأمير سلطان بن سلمان لرعايته الحفل ولجميع الأساتذة وللجنة التحكيم ورعاة الجائزة. تجدر الإشارة إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية ورئيس اللجنة العليا للجائزة قد أطلق الجائزة في 21 من ذي القعدة عام 1425 الموافق 2/1/2005م، بهدف السعي إلى إيجاد وعي مجتمعي بمفهوم العناية بالتراث العمراني والحفاظ عليه وتطويره، إلى جانب إبراز ما يتسم به التراث العمراني للمملكة العربية السعودية من تميّز في إطار التراث العمراني العربي الإسلامي، والحفز إلى الإبداع في مجالات العناية بالتراث العمراني، وإلقاء الضوء على النماذج العمرانية الحديثة ذات الأبعاد التراثية. وتُمنح الجائزة للمشروعات الجديدة للطلاب والمحترفين من المعماريين التي تعكس نجاحًا في استلهام التراث العمراني استلهامًا حقيقيًا وفاعلًا، ولمشروعات إعادة تأهيل مناطق عمرانية، أو مبانٍ تراثية أو أثرية، أو مشروعات إعادة استخدامها بشكل يؤكد استمراريتها وفائدتها، كما أن التقديم للجائزة يكون من قبل الطلاب والمتخصّصين المحترفين والمؤسسات الخاصة والعامة، وذلك من أجل مشاركة أوسع وتفاعل أكبر، ودعم أفضل لدور الجائزة، ويتم الحصول على نموذج الترشيح لفروع الجائزة من خلال موقع التراث الإلكتروني.