و سوق ( الهمل ) هو ( زاتو ) سوق العمل و لكن بلغة السواد الأعظم من العاملين فيه ، و الدليل على أن الاثنين هما الشيء نفسه أن الهَمَل في اللغة يعني: المُهْمَلُ المتروكُ ليلاً ونهارًا بلا رعاية ولا عناية، و رجاء لا يأتي أحد و يقول غير هذا عن سوق العمل ، إن الأمور تركت فيه بلا عناية و رعاية لدرجة عكست المفاهيم و قلبت المصطلحات و شكلتها وفقا لرجالات ( الهمل ) فانظروا لتعريف السعودة لدى الأجهزة الحكومية المعنية مثلا : السعودة هي توطين الوظائف في سوق العمل السعودي؛ أي توظيف المواطنين السعوديين سواءً بإحلالهم محل العمالة الوافدة أو بتوظيفهم في فرص العمل الجديدة أو الناشئة، و في اختراعات رجال الهمل و سوقه لا تعني السعودة إلا أن يجلب رجل الهمل الوافدين من جنسيات مختلفة و خلفيات متنوعة و حسب شروطه بتكلفة استقدام رمزية و رواتب متواضعة بحيث لا تؤثر على جسامة أرباحه و يتدربون في سوق الهمل السعودي و على حساب المشروع التنموي السعودي فتنفذ المشاريع كيفما اتفق و ( يهبش ) سعادته الملايين ، ثم إن كانت الحكومة مصرة على موضوع السعودة بإمكانها تجنيس عمالة فتتحقق السعودة ، و لا أدري هل سجل هذا الاختراع باسم صاحبه أم لا لأن من المحبط أن يكون اختراع بهذا الحجم الجبار و هذه العبقرية الفذة و تذهب حقوقه الأدبية و الوطنية هباء .! و يكرر البعض من الموظفين لخدمة أجندة الهمل من الكتاب أو المستفيدين الدعوة لهذا المخترع العجيب ووجاهة بل ضرورة تجنيس الوافد وإحلاله مكان المواطن في وطنه لتحقيق السعودة فعليا ، مستمتعين بمنظر شباب الوطن على الأرصفة تحرقهم ظهيرة الحاجة و يسحقهم ظلام المستقبل ، في حين يتأرجح الوافدون ناعمين في كنف رجال الهمل المنافحين عن بقاء الوافد و سيطرته على مفاصل السوق بمنحه صلاحيات التوظيف و التسريح أو بتمكينه من فتح المتاجر و الورش بالسجل التجاري الخاص بهم ومنحهم الواجهة النظامية مقابل ضريبة يحصلونها و هم يتقلبون في شخير بغيض أو تودع في حساباتهم و هم يكافحون السعودة على كل منبر ، و الحجج دوما جاهزة لرعاية مصالح الهمل فالشاب السعودي كسول و مدلل و لا يريد وظيفة أقل من مدير عام براتب لا يقل عن ثلاثين ألف ريال ، و لا أدري هل الشباب السعودي العامل في قلي البطاطا و بيع الطماطم و سيارات الأجرة هم أشباح أم وافدون متنكرون ؟! لقد ضاق المدى بمسرحية سوق الهمل العبثية و آن الأوان لحسم الأمور و سعودة الوظائف كما ترى الحكومة و يأمل المواطن لا كما يخطط المستفيد العاق و التاجر الجشع ، و ربما كان الأوان مناسبا جدا لفرض ضرائب دخل مجزية على رجال الهمل ، و رفع تكاليف الاستقدام لسقفها الأعلى حتى تكون تكلفة الوافد أنكى من توظيف السعودي ( في وطنه ) .