أعتذر لقارئاتي وقرائي عن الغياب الذي كان بسبب السفر خارج هذا الوطن الجميل ، هذا الوطن الذي اعشقه حد الجنون وأحبه جدا وأموت دونه ومن هنا ومن الشوق ارسم كلماتي لوطني وعيني تتسمر خلف الشاشات تسأل عنه وعن أخباره لتطمئن عليه والحمدلله الذي مكن الحجاج من أداء مشاعرهم بأمان ويسر والشكر لله ثم لحكومة هذا البلد الحريصة على ان تنفق المليارات ليس إلا من اجل حجاج بيت الله الحرام ليستطيعوا أداء مناسكهم في أمن وفي يسر وسلامة ليعودوا لأوطانهم سالمين غانمين . ولأنني خارج الوطن أريد فقط ان أقدم للقارئ الكريم مقارنة بسيطة بين بلدي وبين البلدان الأخرى التي نسافر إليها فهنا مثلا في( جزيرة بالي) هذه الجزيرة الحالمة والجميلة جدا لاشيء يأتيك بدون مقابل وعليك أن تدفع مقابل كل شيء حتى السؤال هنا بثمن !! والفسحة بثمن!! والحياة كلها تعتمد على جيبك الذي لابد أن يكون مملوءا بالنقود لكي تحيا حياة جميلة بعيدة عن المخاطر بينما في بلدي كل شيء مختلف، بلدي الذي تشعر فيه بأنك أنت المالك لكل شيء ولا احد ينازعك على شيء ولا شيء يأتيك بمقابل إلا في الأمور الضرورية والدليل ما يلمسه الجميع من خدمات مجانية في كل مكان تحملك إليه القدم وهنا يكون الفرق بين أن تكون في بلدك وبين اهلك آمنا مطمئناً وبين ان تسافر بعيدا عنها لتعيش الحياة المختلفة تماما عن حياتك فوق أرضك وبين أهلك وبرغم جمال السفر وفوائده التي بالتأكيد لا يعرفها بعض اولئك الذين يتصرفون بطريقة مؤسفة تسيء لهم اولا ومن ثم لغيرهم لتسأل نفسك هل القضية هي في التفكير أم هي في سوء التربية !! ومن هنا وبمجرد وصولي كانت تستوقفني الوجوه لأن وجوهنا وحدها هي التي تفضحنا وتكشف كل تصرفاتنا لتكون البداية مع السائق بدر الذي أخذ يحدثني عن حكاياته مع السعوديين ولكثرتها قررت ان أضع قليلا منها هنا ليرى القراء الكرام كيفية التفكير وكيفية التصرفات غير المسئولة حيث يقول لي بدر الذي اعتاد على التعامل مع السعوديين : اعتدت على أن اختبر عملائي بسؤال حيث اسألهم هل تريدون مني أن اذهب بكم الى المسجد !! لتأتي الإجابة من بعضهم مذهلة.. بعدين ..بعدين ..!! نريد اولا الذهاب الى د( ليلى ) وهو ملهى يرتاده العرب بكثرة ومن هذه الإجابة يقول بدر اكتشف العميل ومن ثم أبدأ أتعامل معه وحسب قوله أنها كثيرة هي مآسي البعض الذين يعتقدون بالخطأ أن السفر هو سلوك يفرض عليهم التخلص من كل القيود ويحولهم الى كائنات مختلفة تسيء أكثر مما تحسن وتنقل للآخر صورة بشعة ومختلفة تماما عن الصورة الحقيقية لمجتمعاتهم لكنها التصرفات التي هي ليست في الكل بل هي في البعض الذين لايهمهم سوى الإساءة للوطن ومواطنيه وهنا تكون الصدمة التي تضعك في مكان تكره ان تكون فيه لكن ليس بيدك شيء سوى ان تقبل بحزن وأسف ولا حول لك سوى ذلك !! ....،،، ( خاتمة الهمزة) كل عام ووطني بخير وكل عام وكل قارئاتي وقرائي هم الفرح وهم العطر وهم همسات العيد وأنغامه الجميلة وللحديث بقية.... هذه خاتمتي ودمتم [email protected]