نوّه عدد من المتخصّصين بالآثار والتراث العمراني بالحرص الكبير الذي يبديه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز للحفاظ على الآثار والتراث والمواقع التاريخية في المملكة، وإبراز البُعد التاريخي والحضاري للمملكة، وما تمتلكه من رصيد ثقافي وآثاري زاخر وكبير، ولأن التراث المعماري يمثل إحدى المفردات المهمة في حضارة أي أمة من الأمم، ولهذا فإن العناية به تصبح أمرًا واجبًا. وقد أصدر الأمير نايف توجيهًا مهمًا بعدم إزالة أي مبنى تراثي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للتأكد من أهميته التاريخية والعمرانية والإبلاغ عن أي تعديات أو إزالة للمباني التراثية، واعتبر هؤلاء المختّصون أن هذا التوجيه كفيل بالمحافظة على ما تبقّى من آثار عمرانية. في البداية يقول ل «المدينة» الدكتور أحمد الزيلعي عضو مجلس الشورى وأستاذ الآثار في جامعة الملك سعود: إن سمو ولي العهد يسعى إلى حفظ الممتلكات التاريخية والأثرية والتي هي شواهد على حضارة المملكة وتوجيه سموه حول عدم إزالة المباني الأثرية تعتبر مكسبًا كبيرًا لنا نحن الدارسين والمهتمين بتراث المملكة، كما أنها تدل دلالة واضحة على حرص سموه بالآثار وحراسة التراث من العابثين، فالتطور الذي نلحظه في الحياة بشكل عام نقل حياة المواطن من التقليدية إلى الحداثة، وقد يجعل الأجيال التي ستأتي غير ملمة بالتراث ومفردات الحضارة القديمة، فكان لا بد أن نحافظ على هذا الماضي، وأن نستفيد منه بوصفه موروثًا وطنيًا ومقومًا من مقومات السياحة الوطنية، ونحن نعلم مدى الأهمية الكبرى التي توليها الدولة في قطاع السياحة بوصفها موردًا من موارد الدخل الوطني وبوصفها قطاعًا يوفر آلاف من فرص العمل للأجيال امقبلة. ويقول الدكتو عبدالناصر الزهراني أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود: سمو ولي العهد حريص على الاهتمام بالآثار والتراث في جميع مناطق المملكة وذلك تأكيد على أهميتها التاريخية والعمرانية. واشار الدكتور الزهراني إلى أن المملكة العربية السعودية تتمتع بتنوع التراث العمراني على نطاق مناطقها الإدارية المختلفة، فهناك المناطق الساحلية والصحراوية والجبلية، وتختلف هذه في مبانيها التراثية وما تحمله من آثار تاريخية وقصور وتراث شعبي وعمارة تقليدية، ومن الواضح أنه لم تبذل جهود تذكر قبل وقت قريب للحفاظ على هذه الثروة، ولذا فإن توجيه سمو ولي العهد هو توجيه مهم من أجل الحفاظ على التراث والآثار. وتقول أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى حورية السملي: هذا التوجيه من سمو ولي العهد جاء للحفاظ على التراث العمراني بما فيه المباني الأثرية والتي تنتشر في جميع مناطق المملكة، ولا شك أن هذا القرار يأتي ليرفع درجة الوعي السياحي في المجتمع السعودي من أجل الحفاظ على هذا التاريخ العريق الذي يعد مفخرة للبلاد، والحفاظ على المباني التاريخية والمناطق الأثرية في بلادنا، وأنا أرى أن توجيه سموه الكريم هو توجيه مهم لكي نحافظ على الآثار والتراث التي تتمتع بها مناطق بلادنا الغالية.