دار في كبد سماء مكةالمكرمة البارحة الأولى، حوار بين القمر وساعة مكة، وتباريا في قول البيان وفصاحة اللسان، وتحدث الساهران عما رأياه من صنوف البشر وعوالم الأرض. القمر بادر بالحديث، قائلا: لقد سبحت في الفضاء، وجِلت السماء، ورأيت الناس ورأوني، أختال بجمالي، وأرصع النهار بوجهي، وأنير الليل البهيم بضوئي الدري. بهلالي الرقيق تُعرف الشهور، جاء حجاج بيت الله الحرام بعد ترائيهم ولادتي. وما أن انتهى حتى انتبرت ساعة مكة بالقول: أنا أتباهى بوقوفي على خير أرض، وأتماهى على أطهر بقعة، تنطلق مني أصدق الأصوات، وأتربع على أفضل المواضع. أرى الكعبة في كل حين، وأشير لوقت الصلاة، وأنادي لها، ووسام الشهادتين يزين عنقي، وأضيء للتائهين بين جبال مكة.