شيءٌ جميل أن يبادر أحد الأندية الأدبية في بلادنا بعمل لقاء, أو عقد ندوة, أو تنظيم ورشة عمل, أو القيام بعمل أي شيء جديد ومختلف تماماً عما هو سائد ومعمول فيه في غالبية الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية عبر تاريخها الطويل, والأجمل أن يتميز ناد أدبي من بين كل الأندية الأدبية ويطلق بادرةً تعد الأفضل والأميز على مستوى أنديتنا الأدبية.. وهذا مافعله النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية حينما بادر قبل أسابيع مضت بإطلاق ( ملتقى الكتاب السعوديين الأول) الذي حضره وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وشارك فيه نخبةٌ من كتاب «المقالة» السعوديين, ويشكر نادي أدبي الشرقية والقائمين عليه على إطلاق وتبني مثل هذه المباردة الجميلة التي جمعت عدداً من كتاب الرأي العام في عدد من الصحف المحلية لمناقشة كل مايهم الكتاب السعوديين من خلال طرح عدة محاور للتحاور فيها ومناقشتها, ورصد الملاحظات والإقتراحات, ورفع التوصيات للجهات المعنية بها في وزارة الثقافة والإعلام. وقد تابعت بثاً مباشراً وحياً لوقائع إحدى الجلسات عبر قناة (الثقافية) السعودية وكانت هناك مداخلات وإقتراحات وأوراق عمل طرحت للنقاش, ولعل من أهم المقترحات هو إيجاد (جمعية للكتاب السعوديين) تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام وهذا المقترح في محله وينبغي أن يفعّل لأن الكتاب بحاجة ماسة لمثل هذه الجمعية لأهميتها وكما هو موجود في معظم الدول المجاورة التي تهتم بإيجاد جمعيات وهيئات ونقابات لكتابها الصحفيين, ومن ضمن هذه المقترحات أيضاً الإهتمام بكتاب الأطراف الذين يملكون الموهبة والمقدرة على كتابة المقال ولكنهم لايجدون من يستقطبهم ويهتم بموهبتهم الصحفية, وأعتقد أنه بوجود جمعية للكتاب السعوديين ستنتهي نوعاً ما مشكلة كتاب الأطراف. ولاشك أن مبادرة أدبي الشرقية بإطلاق واحتضان (ملتقى الكتاب السعوديين الأول) هي خطوة موفقة لتغيير الصورة والنمط الذي كانت عليه الأندية الأدبية في سابق عهدها, ومحاولة ناجحة للتغيير والتطوير في رسالتها السامية نحو خدمة كافة أطراف المجتمع, لأن ما كنا نعرفه عن الأندية الأدبية في السعودية في السابق أنها أندية تهتم في الجانب الثقافي والأدبي دون غيرهما من النشاطات الأخرى, وكانت تتركز إهتماماتها, ولقاءاتها على القصة القصيرة, والرواية, والتأليف الأدبي, وتنظيم الأمسيات في الشعر الفصيح, وأغفلت جوانب واهتمامات أخرى, خاصةً مايعنى منها بالشباب ومواهبهم المختلفة في كافة المجالات, ومنها مجال الإعلام, حتى أصبح رواد هذه الأندية هم المفكرون والأدباء فقط, لذلك سئم الكثير وملوا من زيارة مقار الأندية الأدبية في جميع المناطق والمحافظات حتى اشتكت الأندية نفسها من قلة زوارها ومرتاديها. بقي أن أقول أن هذا الملتقى ينبغي أن يدعم من وزارة الثقافة والإعلام وأن يتم تنظيمه بشكل سنوي أو نصف سنوي. منصور شافي الشلاقي - تربة