سأل إبراهيم البلخى الخرسانى تلميذه حاتم الأصم وقال له:-ياحاتم منذ متى صحبتني؟فأجاب:- منذ ثلاثين سنة فقال له ما تعلمت فى هذه المدة؟قال حاتم:- ثمانى مسائل يا سيدى.! قال إبراهيم:-إنا لله وإنا إليه راجعون.! ذهب عمرى معك ولم تتعلم إلاَّ ثمانى مسائل.!فقال:ياأستاذ لم أتعلم غيرها وإنى لا أحب أن أكذب, قال إبراهيم:-هات هذه الثمانى مسائل حتى أسمعها. قال حاتم:- نظرت الى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبه فهو الى محبوبه إلى القبرفإذا وصل القبرفارقه,فجعلت الحسنات محبوبى,فإذا دخلت القبردخل محبوبى معى. والثانية:- فإنى نظرت فى قول الله عزوجل:-(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى..فإن الجنة هى المأوى)النازعات الآية 40,41 فعلمت أن قول الله هوالحق,فأجهدت نفسى فى دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله والثالثة:- فإنى نظرت الى قول الله عزوجل(ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ)سورة النحل آية96,فكلما وقع معى شىء له قيمة ومقدار وجهته الى الله تعالى ليبقى عنده محفوظاً. والرابعة:- فإنى نظرت الى هذا الخلق فرأيت كل واحدٍ منهم يرجع الى المال والحسب والنسب والشرف,فنظرت فيها فإذاهى لاشىء, ثم نظرت إلى قوله تعالى:(إن أكرمكم عندالله أتقاكم)سورة الحجرات آية 13..فاتقيت الله حتى أكون عند الله كريماً. والخامسة:- فإنى نظرت الى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم بعضاً, وهم يلعن بعضهم بعضاً وأصل هذه كله الحسد, ثم نظرت الى قوله تعالى(نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا) سورة الزخرف آية 32. فتركت الحسد وعداوة الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله تعالى. والسادسة:- فإنى نظرت إلى هذا الخلق يبغى بعضهم على بعض, ويقاتل بعضهم بعضاً,فرجعت إلى قوله تعالى:(إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً)سورة فاطرآية 6.فعاديته وحده واجتهدت فى أخذ حذرى منه لأن الله سبحانه وتعالى شهد عليه أنه عدو لي, فتركت عداوة الخلق . والسابعة:- فإنى نظرت الى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة(لقمة العيش)فتذل نفسه فيها ويدخل فيما لايحل له,ثم نظرت الى قوله تعالى(وما من دابة فى الأرض إلاَّ على الله رزقها) سورة هود آية 6. فعلمت أنى واحد من هذه الدواب التى على الله رزقها فانشغلت بما لله علىَّ,وتركت ما لى عنده. والثامنة:- فإنى نظرت الى هذا الخلق فإنى رأيتهم متوكلين على مخلوق,هذا على تجارته,وهذاعلى صحته,وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله,فرجعت الى قول الله تعالى(ومن يتوكل على الله فهو حسبه) سورة الطلاق آية 3. فتوكلت على الله فهوحسبى,فقال إبراهيم:وفقك الله ياحاتم فإنى نظرت الى علوم التوراة والإنجيل والزبوروالفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخيروالديانة والحكمة وهى تدوركلها حول هذه الثمانى مسائل,فمن وعاها واستعملها فقد وعى واستعمل ما فى هذه الكتب..اللهم ألهمنا بالأخذ بها ونسألك ربنا فى هذا اليوم الفضيل يوم وقفة عرفات أن تغفرلنا ذنوبنا وترحمنا وتدخلنا الجنة إنك سميع مجيب.. وحج مبرورللحجيج..