قرأت في قناة القصيم يوم السبت 10/11/1432 خبرًا يفيد بموافقة وزارة التربية والتعليم على تطبيق اختبار القياس على المعلمات في العام المقبل، فمع أن هذا الخبر يعكس حرص وزارة التربية والتعليم على كفاءة المعلمين، والذين طبقت عليهم اختبارات القياس والكفاية سابقا، وكذلك كفاءة المعلمات مربيات الأجيال، إلا أنه يتضمن الإجحاف بحقهم ويقلل من شأنهم لأن هذه الاختبارات تقيس القدرات بمقاييس خارجية ولا تقيس المادة العلمية التي تخصص فيها كل منهم، وأمضى سنوات من عمره حتى تخرج مُؤسَّساً من وزارة التربية والتعليم وبمقاييسها! ويتضمن القياس أسئلة رياضيات للتخصصات الأدبية من المعلمين، وكذلك أسئلة أدبية للتخصصات العلمية، ناهيك عن كونها لا تمت إلى المقررات الدراسية أو طرق التدريس بأي صلة مما جعلها غير مطابقة لجدول المواصفات لتقييم هؤلاء المعلمين، فكانت النتيجة فشل بعضهم في اجتياز هذا الاختبار مرة واثنتين وثلاث، واستبعادهم وعدم توجيههم للعمل في المدارس! وفي الوقت الذي تنزف فيه قلوب وأعين المعلمين المخفقين في هذه الاختبارات والذين تحطمت أحلامهم بوظيفة سامية توفر لهم حياة كريمة ودخل ثابت لتكوين أسرة بعد سنوات من الدراسة والجهد والكفاح، يسعد مركز القياس لزيادة رصيده بأموال المعلمين المغمسة في الأوجاع، المبللة بالدموع الممتزجة بالحسرات! وأخيراً لا نستطيع أن نعتب على مركز القياس على ما وضع المعلمين فيه، بل نعتب على وزارة التربية والتعليم لأنها من صقل المعلمين بهذه المناهج والمقررات الدراسية وفق سياستها ومخططيها وخبرائها وهي ملزمة بتعيينهم وفقًا لها، ومع هذا تسمح لجهات أخرى أن تقيس وتختبر معلميها وتتحكم في مصائرهم! وباختبارات لا تتصل بتخصصاتهم رغم تيقنها أن المعلم لا يدرس المنهج دفعة واحدة، بل يدرس درسًا واحدًا فقط في كل حصة وفقاً لزمنها وتوزيع المنهج، ويتم التحضير المسبق له في منزله مما يلغي سبب وجود أي نوع من الاختبارات للمعلمين! فهل نتراجع عن ذلك ونلغي هذه الاختبارات للمعلمين ونجعل المعلم يخضع لتقييم المدير والمشرف التربوي كالمتبع سابقاً ونعيّن من تم استبعادهم من المعلمين لهذا السبب..؟! هذا ما نرجوه والله ولي التوفيق. هويدا هناء المكاوي - المدينة المنورة