- البشاشة: يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: الابتسامة في وجه أخيك صدقة، أي كلّما ابتسم الإنسان في وجه أخيه يكسب صدقة، والصدقة بعشر أمثالها، فكم يكسب -من الحسنات- مَن يبتسم طوال النهار، وطرفًا من الليل؟ هذه الابتسامة توجد في النفس شعورًا مريحًا، وتجعل مَن يراها يشعر كأن الابتسامة له وحده، فما بالكم بالمئات يوميًّا؟ بالابتسامة تَملَّك الأمير سلطان -رحمه الله- القلوب، وصفت له النفوس، وامتلأت موازينه بالحسنات. كل مَن واجه الأمير سلطان -رحمه الله- وتلقى تلكم الابتسامة، والجميع ناله ذلك، سوف تبقى ذكرى سلطان لأيام وشهور وسنين في ذاكرته. - الكرم وأعمال الخير: الكثير من الناس يبذلون الغالي والنفيس في سبيل تنفيذ عمل من أعمال الخير، علّه يكسب به ثوابًا، فما بالنا بالذي ينشئ عددًا من أعمال الخير المفيدة للوطن والمواطن، بل من أكثر ما يتطلبه المواطن، وتهمّه في حياته، ونعني بها: الصحة، التعليم، الرعاية المالية، الرعاية الاجتماعية، الرعاية الإسكانية، هذه المنشآت صرف عليها الكثير، وأصبح يستفيد منها الكثير. منشآت الإنفاق عليها يعبّر عن الكرم الذي يتمتع به صاحبها، كثيرون يفضلون كنز أموالهم، أو وضعها في بنوك «خارجية» تدرّ دخلاً على صاحبها، فتزيد من رصيده. أمّا الأمير سلطان -رحمه الله- فكان ينفق، وهو على يقين بحدوث الذي حدَّث به سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة». فكان -يرحمه الله- كلّما أنفق وأنشأ عملاً خيريًّا تطهّر ماله وازداد. هذه الأعمال الخيرية تجعل من صاحبها أحد أبرز الشخصيات المنتجة للأعمال الخيرية: كل يوم يعالج بعض المرضى، ويخفف آلامهم، وكل يوم يتعلّم بعض من جيل المستقبل، وكل يوم يستفيد ماليًّا أو اجتماعيًّا بعض مَن يستحقون ذلك، والجميع يدعون لصاحب الفضل، فيزيد رصيده من الحسنات. طوبى لمَن يهديه الله لعمل الخير، فإن الله سبحانه لا يحب أن يجاوره في الجنة بخيلٌ. - الوفاء: الحفاظ على التواصل: الأمير سلطان -رحمه الله- كان يبذل جهده ليحافظ على تواصله مع جميع الناس. مثال على ذلك: يعرف الجميع أن الأمير سلطان -رحمه الله- كان يحرص على زيارة المدينةالمنورة في شهر رمضان من كل عام، وقد حافظ على هذه العادة لسنوات رغم كثرة وأهمية ارتباطاته. الناس عادة ينتظرون الأعياد والإجازات ليقضوها مع عائلاتهم وأبنائهم، فيريحوا أنفسهم من عناء العمل، ويسعدوا عائلاتهم، أمّا الأمير سلطان -رحمه الله- فكان حريصًا جدًّا على أن يتواصل مع المواطنين عامة، كما رأينا في زياراته للمدينة المنورة. وكان حريصًا جدًّا على تواصله مع جنوده، وخاصة في الأعياد، فتراه ينتقل من قاعدة في شمال المملكة، إلى قاعدة في جنوبها، إلى قاعدة في شرقها، وهكذا كان يقضي أعياده. محافظة الأمير سلطان -رحمه الله- على تواصله مع الناس عمومًا، وجنوده خصوصًا، ومثابرته على ذلك غرست حبّه في قلوب الناس، فاعتبروه صديقًا وقائدًا. رحمك الله يا سلطان. - الانضباط.. الطاعة.. المثابرة: حياة الأمير سلطان العملية بدأت منذ صغره حين أظهر سلوكه انضباطًا في العمل، وطاعة لرؤسائه، وقدرة عالية في تحقيق الأهداف. لذلك عيّنه والده العظيم، الذي أوتي فراسة في معرفة الناس رئيسًا للحرس الملكي، وهو عمل على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة في دولة ناشئة، أعداؤها كثر، وقد رأى الملك عبدالعزيز في ابنه سلطان صفات قيادية هامة، فجعله رئيسًا للحرس الملكي. الصفات القيادية التي وهبها الله للأمير سلطان -رحمه الله- أكسبته ثقة والده، ثم ثقة إخوانه، وخاصة الملوك منهم. فتولّى إمارة الرياض، وعددًا من الوزارات آخرها وزارة الدفاع والطيران. الذي سبق وعرضناه بعض من صفات القيادة التي تمتع بها الراحل الكبير. رحمك الله يا سلطان الخير، وأسكنك فسيح جناته.