** يقول احد الفلاسفة : «لن تعدم الحديث عن القادة العظام لكنك قد تتعب في استخلاص ما تريد" وقال آخر « من الصعب بمكان أن تكتب جملا قليلة عن سيرة كبيرة " !! ولعل هذا ما يحدث فعلا عندما تريد أن تكتب عن رجل هو بحجم الوطن مثل نايف بن عبد العزيز . ** ودعونا نبتدئ الحديث من كيفية تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز لولاية العهد فلعل المراقب يرصد الطريقة السلسة الهادئة التي تم بها الترشيح . وهذا له من الدلالات الكبيرة الشيء الكثير لعل أولها هي الآلية التي أوجدها خادم الحرمين للترشيح من خلال هيئة البيعة التي أخذت على عاتقها مسئولية الترشيح لأعلى منصبين قياديين في الدولة ! وإذا كانت الهيئة قد نجحت في أول اختبار لها فإنها من الجانب الآخر قد أضفت شرعية هادئة مقنعة في الترشيح !! أما الدلالة الأخرى فهي في نظرة هذا المليك الذي شرع لوجود (هيئة البيعة) وهي نظرة تتسم بالعمق في النهج وبالبعد في الرؤية وبالحكمة في التكوين! وتأتي الدلالة الثالثة لتؤكد الاستقرار الذي تعيشه المملكة ولله الحمد! وهو استقرار مهم جدا فلا أهمية تسبق أو توازي قضية الاستقرار فى الحكم والقيادة!! ** وحين نتحدث عن الأمير نايف بن عبد العزيز واختياره وليا للعهد فأننا نقول بأنه الاختيار الذي وافق أهله. ذلك لان الأمير نايف شخصية كارزمية تتوفر فيها كل مقومات القيادة ! تنقّل في عدة مناصب وتقلّد العديد من المهام وانيطت به الكثير من المسئوليات . فكان (نايف) حاضرا في كل منصب, ناجحا في كل مهمة , بارزا عند كل مسئولية ! وهذا الحضور الكبير جعل له بصمة خاصة من التجلي لا يصنعها إلا من هو مثل نايف بن عبد العزيز!! ** وعلى مدى عقود من العمل وفي مختلف المواقع برزت مواقفه وتسامت نظرته وامتاز كصانع بارع للقرارات وكقائد فذ في تحقيق المنجزات . وكان في كل ذلك هو رجل الدولة الخبير في شئونها والمحنك في إدارة ملفاتها والحكيم في صنع توجهاتها!! ** سياسيا شارك في العديد من المحافل الدولية خصوصا بعد توليه منصب النائب الثاني فكان الرجل الذي قاد سياسة وطنه بتوازنات كبيرة حتى في أحلك الظروف وفي أصعب المواقف!! وكل مشاركاته الدولية تحمل ذلك (الأنموذج) القيادي البارع الذي يتسم بالحنكة والحكمة وبعد النظر!! هادئا في قلب كل عاصفة وحكيما عند كل (أزمة) لهذا كان نايف بن عبد العزيز ذلك الرجل الذي يقود الأزمات ولا تقوده هي! من اجل ذلك كان حضوره قويا في أي معترك سياسي ونجح بفعل اقوى في أن يجنب بلاده كل التقاطعات الخطيرة ويحقق للوطن مساره المتوازن الحكيم مع مختلف الساحات الدولية!! ** وحين نذكر الأمير نايف بن عبد العزيز فان (الذهنية) لا تفارقها تلك الشخصية المتفردة التي استطاعت قيادة مجلس وزراء الداخلية العرب نحو العديد من الانجازات التي حققت لنا مجلسا فاعلا فكان (الأمن العربي) هو ( هوية نايفية ) بامتياز! لا تذكر الأمن العربي إلا وتذكر معه نايف بن عبد العزيز ولا تستحضر انجازا امنيا عربيا إلا وتجد نايف قبله ومعه وبعده !! ** والراصدون لنجاحات (الداخلية العربية) في تكوين اللحمة التنظيمية فيما بينها وكذلك نجاحاتها كجهود موحدة في مواجهة الإرهاب يذكرون كثيرا جهد الأمير نايف بن عبد العزيز فى خلق هذه اللحمة وتوحدها ونجاح جهودها في مواجهة واحد من اخطر القضايا التي تواجه الأمن العربي!! ** أما على الصعيد الداخلي فان الانجازات أكثر من أن تعد . ففي مجال الأمن السعودي كانت له انجازاته الكبيرة ويكفيه فخرا بأنه صنع من منظومة (الأمن السعودي) منظومة متطورة حديثة ( كماً وكيفاً)، ومن أراد أن يقيس حجم الانجاز في مجال الأمن فعليه أن يعرف مقدار المساحة القافزة بقوة كبيرة في هذا الجهاز عندما استلمه الأمير نايف وما هو عليه الآن؟!! ** انا لا أتحدث عن (آليات) فقط ولكني اعني نقطة التحول الكبيرة في (العقلية الأمنية السعودية)! أن (الأمن السعودي) حقق قفزات واسعة من التأهيل والتدريب واكتسب القدرة في التعامل مع كل الطوارئ ومع اخطر الملفات بنجاح كبير!! هذا التطور المذهل في (الأمن السعودي) ينم بوضوح على أن الجهاز الأمني لم تكن تحركه الشخوص فحسب بقدر ما تديره العقول! لقد أنتج لنا نايف بن عبد العزيز (الفكر الأمني) الذي حقق معادلة التطوير فى (العقل والآلة الأمنية) معا!! ولا غرابة بعد كل هذه المسيرة الطويلة في وزارة الداخلية وكل هذه الانجازات التي تحققت ان يلتصق الأمن بنايف وان يلتصق نايف بالأمن فلا تذكر واحدا إلا وتقرن الآخر معه!! ** ثم هو يمسك في يديه من جانب آخر بأخطر الملفات التي تواجه البلاد وهو ملف ( الإرهاب ) !! ونايف ( كعادته ) تعامل مع هذا الملف بعقلانية الحكيم الذي زاده المراس بريقا فتوهج فى مواجهة الإرهاب وحققت الأجهزة في هذه المواجهة نجاحات كبيرة بل ومتفردة . فمواجهة الإرهاب عند مصادر النفط وملاحقة الإرهابيين داخل جموع الحجيج هي أخطار موجهة لا يئدها إلا جهاز أمن يقف خلفه نايف بن عبد العزيز!! ** لقد نجح (الأمن) في مواجهة الإرهاب وعم الوطن الأمان والاستقرار! لكن (رجل الفكر) نايف لا يقف عند هذا الحدث فدعا إلى استنهاض المجتمع بكل مؤسساته للحرب على الإرهاب لأنه يرى بعين بصيرة أن الإرهاب فكر والفكر يحتاج الى فكر آخر يضاده ويقارعه!! ** وعلى المستويات الأخرى في الشأن المحلي نجد الأمير نايف بن عبد العزيز يرأس الكثير من اللجان والمجالس وكل عمل يرأسه يكسبه من روحه وشخصيته فيحوله الى منظومة من الانجاز .. والحج بكل نجاحاته هو مثلنا الأقرب!! ** إن تعدد المهام والمناصب والمسئوليات ونجاحه فيها يجعل من الأمير (نايف بن عبد العزيز) الشخصية القيادية التي لا يختلف عليها احد, لهذا كان الترشيح من هيئة البيعة وكان الأمر من المليك وقابله الرضا المطلق من كافة أفراد الشعب ** نايف بن عبد العزيز تربى في بيت المؤسسة وتمرس على أيدي إخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله لهذا كان (شخصية) كل المهام الصعبة ولهذا أصبح وليا للعهد ولهذا قال له كل الوطن (نعم)!!