لا شك أن مناهج التعليم هي عبارة عن عملية صياغة عقول أفراد المجتمع، وأي تخريب في مناهج التعليم فهو اغتيال لهوية المسلم وأبنائه والأجيال القادمة. وكما ذكر الأستاذ محمد إسماعيل المقدم: (أن المأمون بعث إلى بعض من طال حبسه في السجن، وقال لهم: ما أشد ما مر عليكم في هذا الحبس؟ قالوا: ما فاتنا من تربية أولادنا). لأنهم يدركون أن تربية الأبناء هي القاعدة والأساس لبناء الأمة المسلمة. والمناهج الدراسية تصوغ عقول الأبناء وشخصياتهم أقوى مما يفعل الوالدان بالنسبة لظروف الحياة في هذا الزمان، ولا يكون تأثيرهما فيهم مساويًا لما يحدث من التأثير في المدارس من خلال هذه المناهج. ومن خلال المناخ التربوي بأكمله. وجميعنا يعرف أن مناهجنا في العالم العربي بشكل عام تعرضت للتحريف والتشويه بدعوي تطوير التعليم فكما ذكر الأستاذ محمد إسماعيل المقدم، أن ما تعرضت له المناهج في مصر منذ زمن يوضح هذا الاتجاه ومن تحليل شامل قام به لآلية تفريغ المناهج من مضمونها العقدي التربوي سواء على مستوى حذف الآيات القرآنية الخاصة بالجهاد وسعي ما يقال أنه (التطوير إلى طمس عقيدة الأمة، وتزوير هويتها، وتغريب تقاليدها خلسة ومن خلف ظهر الجميع). قام التطوير بإدخال موضوعات تغريبية مع حذف عبارات وموضوعات إسلامية، بل حذف كتب إسلامية بكاملها، كالتاريخ الإسلامي في المرحلة الابتدائية. وهذا بدون علم المؤلفين، أو مشورة المتخصصين، أو استطلاع رأي المعلمين أو غيرهم، فمن يا ترى هو الفاعل؟! ثم يوضح أن في مناهج التعليم العام قصة غادة رشيد التي جعلوها بدل قصة عمرو بن العاص رضي الله تبارك وتعالى عنه، وهي قصة تاريخية مطعمة بقصص الحب والغرام، للصف الثالث الإعدادي، وباختصار شديد القصة تدور أحداثها في أيام الغزو الفرنسي لمصر، وكيف أن هذه البنت أحبها القائد الفرنسي... إلى آخر هذا الكلام، والقصة محشوة بالإلحاد في صفات الله، وفي القدر، وفي العقيدة، ففيها مثلًا: (سمعت قهقهة القدر وهي تجلجل في شماتة وسخرية)، وتقول أيضًا: (لا يا زوجي الباسل إن شيئًا في الأرض أو في السماء لن يحول بيني وبينك)، وفيها شخص يتحدث عن أهمية اللهو والمرح؛ لأنه يريح النفس من عناء العمل، فيرد عليه شخص آخر ويقول له: وأين هنا السبيل إلى اللهو في مدينة نصفها مساجد، ونصفها في الرهبان والراهبات في الصوامع! وكما يوضح أن هذه العبارات فيها تنفير للنشء من المساجد وعبادة الله تبارك وتعالى، وادعاء أن (الدين يحرمهم من الترويح عن النفس). هذه العبارات التي يذكرها ألم نتعرض هنا إلى أمثالها؟؟ ولكن ليس في المناهج وإنما في العديد من الكتابات التي يوميا يتم نشرها في بعض الكتابات الصحفية أو في بعض المواقع في الانترنت التي تنادي بالعلمانية وما يردد أنها ليبرالية!! وبأقلام من أفراد من هذا الوطن المسلم! ونعلم ان تكرارها مع وجود برامج موجهة تبثها بعض القنوات الفضائحية يؤدي تكراره إلى تقليص مساحات الوعي العقدي أو في أفضل الحالات إلى أحداث (بلبلة) خصوصا في النفوس الغضة في أبنائنا في التعليم العام وأيضا التعليم العالي الذي يواجه بعض المشكلات المنهجية والتربوية. واستعرض أيضا ما ذكره الكاتب الفاضل عن مناهج التعليم لديهم فذكر (ان هناك تشويهًا لقصة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والكلام عنها بطريقة سيئة جدًا، فالكتاب يذم المرأة المتزوجة التي تحسن التبعل، وتقر في البيت، وتكون سكنًا لزوجها، وتحسن تربية أولادها، ويصفها أنها مخلوق استبد به الرجال، وأرادوا له أن يكون ضعيفًا سجينًا في أيديهم، يأكل ويلد كما تأكل الحيوانات وتلد، ويجعل هذا هو الدور الذي يريده الإسلام من المرأة المسلمة، وهذا غير صحيح). ما نقرأه أيضا هنا من العديد من الكتاب من الجنسين يصب في السياق نفسه فالعبارات تتكرر عن الظلم الذي تعاني منه المرأة في وطني وأنها حبيسة الجدران بل وصلوا إلى مستوى أنها لم تكن (مواطنة) إلا بعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين بعضويتها في مجلس الشورى)! الآن وبعد كل هذه الثغرات في النسيج الذهني والتربوي والاجتماعي التي لم نجد لها حوارا موضوعيا يحافظ على بنية المجتمع والأهم هو الثبات على ثوابت التربية المنصوص عليها في نظام التعليم وأيضا إتاحة النقاش الموضوعي إعلاميا للجميع سواء على مستوى التوضيح أو التقييم أو الانتقاد لما قد يتسبب في تشويه الجانب العقدي في نفوس الناشئة. ولنأخذ مثالا ما تم نشره في الانترنت مما يحتويه كتاب التربية الفنية للصف الثاني متوسط الفصل الدراسي الثاني (بنات) حيث يحتوي الكتاب على صورة امرأة عارية في صفحة 112 بالشكل (54). والتي نشرت هذه الصورة السيئة هي مجلة من دولة عربية! بالطبع هذه الصورة من الذي سمح بنشرها وتضمينها كتابًا منهجيًا يدرس للبنات؟ **هل تعليم الذائقة الفنية لن يتم إلا إذا انسلخنا من تعاليم ديننا وشريعتنا التي تحدد ما عورة المرأة أو الرجل؟! لن يتم التطوير إلا إذا قلدنا النموذج التغريبي في إلغاء القيود على ما يقال انها (فنون لا قيود عليها)! فنجدهم يقدسون الأجساد العارية ويهتمون بالتعليم الفني عليها؟ أسئلة لا بد من الإجابة عنها ومحاسبة من سمح بنشر هذه القاذورات في كتب التعليم. ** اتكاءة الحرف.. تناثرت شائعات خلال الأيام الماضية عن ارتباط اسمي مع اسم احدى الأكاديميات في مكةالمكرمة التي تم الاعتداء عليها من أخيها ولجوئها للشرطة كما نشر ثم طلبها النجدة من إحداهن ممن يتولين نشر القصص عن العنف الأسري!! ورغم أن اسمها هو (متشابه في بعضه مع اسمي) إلا من نشر الشائعة حذف اللقب الأخير وأضاف حرف اللام إلى اسم والدها ليتشابه مع اسمي!! وتم النشر والازعاج لمن يعرفني ولبعض أفراد من أهلي المقيمين في مدن أخرى عن جدة حيث أعيش ولست في مكةالمكرمة. على العموم عندما يحدث هذا فلا لوم على قوارض الانترنت وأمثالهم. والشكر العميق للأحبة الذين تواصلوا معي كي يؤكدون لي أن النقاء لا يتم تعتيمه!! أكاديمية وكاتبة Nora23ster@gmail. com