واصلت المقاتلات التركية ليل الأربعاء والخميس قصف مواقع المتمردين الأكراد في شمال العراق بعد أن قتلوا 24 جنديًا تركيًا على الحدود بين تركيا والعراق، بحسب مصادر أمنية محلية. وكان النشاط العسكري في قاعدة ديار بكر الجوية كبرى مدن الأناضول ذي الغالبية الكردية في جنوب تركيا كثيفًا طوال الليل، مع إقلاع العديد من مقاتلات اف-16 لقصف الجبال العراقية التي يحتمي فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، بحسب المصادر نفسها. وتابعت المصادر أن كثرة التحركات العسكرية أدت إلى عرقلة حركة المرور في المدينة. وأسفر هجوم للمتمردين الأكراد على طول الحدود مع العراق عن مقتل 24 جنديًا وإصابة 18 بجروح في وقت متأخر الثلاثاء، وأشارت الصحف إلى تسلل ما بين 200 و250 متمردًا كرديًا إلى تركيا، حيث شنوا الهجوم على مواقع للجيش في منطقة هكاري الجبلية (أقصى جنوب شرق) قبل أن يعودوا إلى كردستان العراق. وسارعت المقاتلات إلى الرد بقصف مواقع المتمردين. كما انطلقت وحدة من قوات النخبة لمطاردتهم تدعمها وحدات خاصة على متن مروحيات على بعد بضعة كلم داخل الأراضي العراقية. وهذا الهجوم هو الأكثر دموية منذ عشرين عامًا تقريبًا، وأثار صدمة في تركيا حيث أقيمت مراسم الدفن أمس. وتوعد الرئيس عبدالله غول الذي عاد من جولة على الحدود بين بلاده والعراق لرفع معنويات الجنود بأن «انتقام تركيا سيكون رهيبًا». وكان حزب العمال الذي تعتبره أنقرة ودول عدة تنظيمًا إرهابيًا، كثف هجماته ضد تركيا منذ الصيف، وأثير احتمال شن هجوم بري على نطاق واسع في كردستان العراق منذ ذلك الحين. وأسفر النزاع المسلح الذي بدا في العام 1984 عن سقوط أكثر من 45 ألف ضحية.