تجهد رايقة التي اطفأت للتو شمعتها المائة في تزيين بيتها في مدينة غزة لاستقبال ابنها سليم الكيالي الذي امضى حوالى ثلاثين عاما في السجون الاسرائيلية، وتشمله الان صفقة التبادل بين حماس واسرائيل. وضعت صورة كبيرة للكيالي البالغ 58 عاما والعضو البارز في حركة فتح والذي اعتقل في مايو 1983، على واجهة منزله كتب عليها «اهلا وسهلا بالقائد البطل». وما ان تم نشر قائمة اسماء الاسرى المنوي الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل في الصحافة الفلسطينية المحلية حتى بدأت المرأة العجوز باستقبال مهنئين في بيت ابنها سليم الذي تعيش فيه مع زوجته ام دعاء. ويعبر حسن شقيق سليم الكيالي عن سعادة «لا توصف» لانه سيرى اخيه بعد غياب طويل ويقول «اسعد لحظات الحياة عندما تعانق امي شقيقي سليم.. نحن لم نره منذ 1996 لاننا حرمنا زيارته في سجنه» مستطردا «اخيرا سيرى حبيبي سليم حفيدته من ابنته الوحيدة دعاء (29 عاما)». وفي مخيم خان يونس ترتسم ابتسامة عريضة على وجه الحاج ابراهيم والد يحيى السنوار وهو يستقبل وفودا فصائلية واقاربه يقدمون التهنئة. لكن الرجل الذي يراقب احفاده وهم يقدمون الحلوى والقهوة العربية للضيوف لا يخفي قلقه من «كذب وعدم التزام اليهود» بتنفيذ الصفقة. ويحيى السنوار الذي ولد عام 1962 وحصل على ليسانس اللغة العربية من الجامعة الاسلامية في غزة وكان يترأس مجلس طلابها المحسوب على حماس، هو مؤسس جهاز الامن «مجد» لحركة حماس واحد ابرز قادتها العسكريين حيث اعتقل عدة مرات آخرها عام 1987 وحكم اربع مرات بالسجن المؤبد. ويقول زكريا شقيق يحيى السنوار «صفقة التبادل مفرحة بالنسبة لنا ونحن سعداء جدا». الفتى جهاد نجل الاسير خميس عقل الذي اعتقل في عام 1992 وصدر بحقه 16 حكما بالسجن المؤبد لانتمائه لكتائب القسام ومشاركته في هجمات ضد اسرائيليين تختلط لديه مشاعر الفرح والصدمة. ويقول جهاد الذي كان يبلغ ستة اشهر من العمر عندما اعتقل والده، بينما يحتضن صورة لوالده «لحظات لا تصدق.. لا اعرف ماذا يمكن ان افعل هذا اسعد يوم في حياتي». ويعكف اهالي الاسرى ونشطاء من الفصائل المختلفة على تزيين الشوارع الرئيسة بالاعلام الفلسطينية وصور للاسرى المنوي الافراج عنهم ولافتات تشيد ب«الانجاز». وقررت الفصائل خلال اجتماع دعت اليه حماس بغزة السبت تنظيم احتفالات رسمية وشعبية للاسرى. وقام وفد من حماس وجناحها العسكري بزيارة ل39 اسرة في شمال القطاع بينهم الاسيرة وفاء البس وهي من عناصر فتح وابلغوهم ان الصفقة تضم اسماء ابنائهم. وتوزع عائلة وفاء الحلوى على المهنئين. وفي منزل الاسير محمد زقوت في مخيم جباليا، والمحكوم بالسجن المؤبد لاتهامه بقتل اسرائيليين اثنين تتداخل ألوان الزينة بصورته. ويقول نجله الاكبر رامي «من شدة السعادة والابتهاج عجزنا عن فعل شيء.. وقفنا صامتين لفترات طويلة غير مصدقين للحدث» ويتابع «سئمنا كثرة الوعود سابقا.. يبدو ألا تحرير للاسرى الا بالقوة والمعاملة بالمثل». ويشير رامي زقوت الى ان الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلنتون «وعد بالعمل للافراج عن ابي عندما طلبت منه شقيقتي خلال لقاء معه بحضور عدد من اهالي الاسرى في مكتب الرئيس (الراحل) ياسر عرفات عندما زار غزة قبل 9 سنوات.. سعدنا كثيرا الا انه تبين انها مجرد فقاعات». وشددت الفصائل الفلسطينية على انها «ستواصل جهودها لتحرير الاسرى جميعا» من السجون الاسرائيلية.