أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن المملكة العربية السعودية لن تدخر أي جهد لضمان أقصى درجات النجاح لموسم الحج في أجواء من الأمن والأمان والسلامة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه خلال حفل وزارة الخارجية البريطانية أمس لتدشين انطلاقة بعثة حج المملكة المتحدة لموسم حج العام الحالي 1432 ه للأراضي المقدسة بحضور الوزيرة وعضوة مجلس الوزراء البريطاني البارونة وارسي سعيد، ووزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيرمي براون. وقال سموه: إن الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية لبعثة الحج يعد تجسيدًا للرعاية والاهتمام الذي يعطى للمسلمين البريطانيين باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من تركيبة هذا البلد، وإن هذه الرعاية والاهتمام تعزز بلا شك شعور كل المسلمين البريطانيين بالانتماء إلى وطنهم ويفرض التزامهم وتفانيهم في رفاه وتنمية مجتمعاتهم والبلاد ككل. وأضاف سموه «وكمسلم وكسعودي اشعر بالفخر لأني أمثل أمة لها شرف وامتياز استضافة ضيوف الرحمن الذين يأتون من جميع أنحاء العالم كل عام لأداء فريضة الحج. ونحن في المملكة العربية السعودية نؤمن بأن الله عز وجل قد انعم علينا بشرف ومسؤولية أن نكون خادمين للمسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة وهي النعمة التي نحمد الله عليها وهي أيضًا المسؤولية التي نأخذها على محمل الجد». وأشار إلى أن منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يتشرفون بأن يكونوا جزءًا من الجهود التي تبذلها بلادهم من أجل الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، مؤكدًا أنها مهمة ليست بالصغيرة بأن تقوم بدور المستضيف لملايين الحجاج، وهي مهمة ضخمة إداريًا وتنظيميًا وبتحديات لوجستية. وقال: « لكن من حسن الحظ أن قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- يتابعون بشكل شخصي حشد كل الجهود الكبيرة لمواجهة هذه التحديات بفعالية وكفاءة وهذا يتطلب تخصيص وإدارة موارد بشرية ومالية وثقافية ضخمة، والمملكة تفتخر بأن تقوم بكل هذا لخدمة الإسلام». وأفاد أن بعثة الحج البريطانية وغيرهم من الزوار إلى الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة قد شهدوا طوال السنوات الماضية المشاريع التي استهدفت تحسين الخدمات المقدمة لهم، وسيلاحظون بإعجاب وبشكل استثنائي الجهود الإضافية في هذا المجال. وأبان سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قام خلال الأسابيع القليلة الماضية بوضع حجر الأساس لمشاريع توسعة تدخل ضمن أكبر المشاريع حجما في تاريخ توسعات المسجد الحرام في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة إلى جانب ما أنجز بالفعل في عهده المبارك من توسعة المسعى والمجمع الضخم لجسر الجمرات». وأوضح أن هذه التوسعة للمسجد الحرام ستزيد من قدرته الاستيعابية بأكثر من نسبة 150 في المائة أي من 600 ألف إلى أكثر من مليون ونصف المليون، مبينًا أن هدف هذه المشروعات الضخمة هو جعل أداء فريضة الحج والعمرة أكثر يسرًا وراحة وأمانًا لضيوف الرحمن. وأكد سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أن المملكة لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ الحج وينتهي بأمن وآمان وسلام، متمنيًا للحجاج البريطانيين وجميع الحجاج حجًا مبرورًا ومقبولًا وعودة سالمة إلى أوطانهم وأحبائهم. من جانبه، عبر وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيرمي براون، عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على الخدمات والتسهيلات المقدمة للحجاج. وأكد أن الجانب البريطاني سيعمل مع الجانب السعودي في جميع المجالات التي من شأنها تسهيل أداء البريطانيين المسلمين للحج. بدورها، أشادت البارونة وارسي سعيد، الوزيرة وعضوة مجلس الوزراء البريطاني، بالخدمات التي تقدمها حكومة المملكة للحجاج، مشيرة إلى التطور والتقدم المستمرين من عام إلى عام على مستوى هذه الخدمات، مستشهدة في هذا الخصوص برحلتها لأداء الحج في العام الماضي. وفي رد على أسئلة الصحافيين، شدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن السلطات المعنية في المملكة تقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أن تفي مؤسسات الحج بكامل تعهداتها للحجاج، مبينًا أن الجميع في المملكة وفي المشاعر المقدسة يعمل واضعًا نصب عينيه خدمة ضيوف الرحمن أولًا وأخيرًا. وأكد سموه في جانب آخر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات التي من شأنها التأكيد على السلامة البيئية والصحية في الأماكن المقدسة قبل وبعد انتهاء موسم الحج. حضر المناسبة عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى المملكة المتحدة بالإضافة إلى مندوبي وسائل الإعلام.