فوجئ عدد من المواطنين الحاصلين على منح بلدية في مخطط جوهرة العروس شمال محافظة جدة بالقرب من منتجع درة العروس السياحي بأن أراضيهم يشاركهم بها مالكون آخرون، بصكوك استحكام موثقة من الجهات العدلية المختصة. وتحولت فرحة المنح إلى صدمة كبيرة على اعتبار أن أمانة محافظة جدة لم تتأكد من المساحة التي قامت بتخطيطها ومنحها لهم، إضافة إلى امتعاضهم من تعامل المكتب الاستشاري المتعاقد مع الأمانة والمناط به تحديد الأراضي للمواطنين بحدود خرسانية، بحيث يطلع صاحب الأرض على منحته بعد خروجه معه إلى الموقع، إلا أن ما حدث غير ذلك -على حد قول عدد من المتضررين من هذه الازدواجية- الذين يرون أن المكتب قصر في أداء مهامه ولم يخرج معهم على الطبيعة إلى مواقع منحهم، فأصبحوا ضائعين بين الأمانة والمكتب الاستشاري. إلا أن أمانة جدة نفت على لسان مدير إدارة المنح أن تكون المساحة التي أنشئ عليها مخطط جوهرة العروس بها أي تعديات سابقة لتخطيطه، وقالت: إن الإدارة وقفت على أرض بيضاء خالية في العام 1419ه، وقامت بمسحها وتخطيطها ومن ثم تم توزيعها كمنح للمواطنين. ولكنها استدركت في ذات الوقت بقولها: «في حال ثبت أن صك الاستحكام صدر قبل تخطيط الأمانة للمنطقة وتوزيع المنح بها، سيتم تعويض المواطنين بأراضٍ أخرى، وإن كان غير ذلك فعلى المواطنين التوجه إلى المحكمة للتظلم». فرحة لم تكتمل وقال أبو فراس (أحد الحاصلين على منحة بالمخطط): «ما إن فرحت بصدور الصك الشرعي الذي يثبت تملكي للأرض بموجب المنحة البلدية من الأمانة، حتى ظهر لي من يقول: إن الأرض ملك له، بل وأبرز لي صك استحكام مصدق على نفس الأرض (ه) في ذات المخطط، وهو ما أذهلني ولم أعد أدرك ما يتوجب عليَّ فعله». وأضاف أنه منذ البداية ووجه بمصاعب جمة عقب حصوله على المنحة تتمثل في تعامل المكتب الاستشاري المكلف من الأمانة بعقد رسمي للخروج مع المواطنين واطلاعهم على أراضيهم، وتحديدها بالصبات الخرسانية، وأنا الآن لا أعلم إلى أي جهة أتجه، خصوصًا وأن ظروف عملي لا تتيح لي المجال للمراجعة بالدوائر الحكومية يوميًا أو بشكل مستمر. «الأمانة»: مسؤوليتنا تنتهي بإصدار المنح وفيما أكد مصدر بإدارة الأراضي في أمانة محافظة جدة ل «المدينة» أن هذا المخطط منذ إنشائه محفوف بعدد من المعوقات، مبينًا أن هذه المشكلة ليست الأولى -على حد قوله- وأن الأمانة تسعى جاهدة إلى إخراجه من هذه الإشكاليات، نفى مدير إدارة المنح المهندس سعيد الغامدي أن تكون المساحة التي أنشئ عليها مخطط جوهرة العروس بها أي تعديات سابقه للتخطيط. وقال: إن إدارته وقفت على أرض بيضاء خالية في العام 1419 ه، وقامت بمسحها وتخطيطها ومن ثم تم توزيعها كمنح للمواطنين. وأضاف: أن المكتب الهندسي المختص بالمنطقة التي يقع عليها المخطط مناط به مسؤولية التأكد من سلامة الموقع بعد ذلك، واطلاع المواطنين على أراضيهم وإصدار الكروكيات لهم وتحديد الأراضي بالعلامات الخرسانية، كون الأمانة تنتهي مسؤوليتها بمنح المواطن أرضه، كما أن المحكمة مسؤولة أيضًا في هذا الجانب، كونها هي من تمنح صكوك الاستحكام للمواطنين بالتنسيق مع الأمانة، لافتًا إلى أنها خاطبت الأمانة مرات عديدة بهذا الشأن وتم الرد عليها بالرفض. وأخيرًا ذكر الغامدي أنه في حال ثبت أن صك الاستحكام صدر قبل تخطيط الأمانة للمنطقة وتوزيع المنح بها، سيتم تعويض المواطنين بأراضٍ أخرى، وإن كان غير ذلك فعلى المواطنين التوجه إلى المحكمة للتظلم. المحكمة: جاهزون لأي دعاوى رئيس المحكمة العامة بجدة الشيخ إبراهيم القني قال: إن المجال واسع جدًا في قضايا الأراضي، ولا يمكنه التعليق على مخطط أو قضية دون سواها، إلا أن المحكمة جاهزة لاستقبال أي دعاوى بهذا الشأن للبت فيها والتعامل معها قضائيًا. المكتب الاستشاري.. لا تعليق «المدينة» أجرت عدة اتصالات هاتفية بالمكتب الاستشاري المتعاقد مع الأمانة في محاولة للحصول على تعليق منهم حول شكاوى المواطنين، إلا أننا دخلنا في دوامة التحويل من مهندس إلى آخر في المكتب، وكل منهم يتنصل من المسؤولية بحجة عدم الاختصاص ويرمي بالكرة تجاه الآخر.