قال الشيخ خالد بن علان الشريف في خطبة الجمعة يوم أمس بجامع السديس إن رؤساء الأمة لو اقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم لما سفكت الدماء كما نراها اليوم، وتحدث عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية كيف كان رحيمًا ودودًا شجاعًا، كيف لا يكون هذا وصفه فقد زكى الله عز وجل عقله في كتابه وقال: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} سورة النجم، وأنه عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن فما نهاه القرآن انتهى وما أمره به أؤتمر، كان كريمًا إذا طلبه الرجل أعطاه وهو محتاج إليه، كان يمر الشهران وبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توقد فيه النار ويكون غذاؤه هو وأهل بيته الأسودان (التمر والماء) فأين قادة ورؤساء الأمة الذين جمعوا الأموال، وقتلوا الناس وسفكوا الدماء للحفاظ على كراسيهم، وما جمعوا من المال أف لهم ولما يجمعون، لو كان قدوتهم صلى الله عليه وسلم لما سفكت دماء الأمة كما نراها اليوم، وأما شجاعته فحدث ولا حرج، فذات يوم وأهل المدينة في بيوتهم نائمين وإذا بهم يسمعون صوتًا فيفجع الناس ويقوم الشجعان والفرسان إلى خيولهم لأنهم كانوا في وقت حرب خرجوا من المدينة، فإذا بهم برسول الله صلى الله عليه وسلم يعود من ذلك الصوت وهو يقول لهم لن تراعوا لن تراعوا وإذا به ركب فرسًا لطلحة دون سرج. فرسول الله صلى الله عليه وسلم له خمسة أسماء هي محمد وهو أشهرها، وأحمد وهو على صفة التفضيل من الحمد وهو أحمد الأنبياء (أكثرهم حمدًا)، وهو الماحي الذي يمحو به الكفر، وهو الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه أي هو أمامهم وهم خلفه، وهو العاقد الذي ليس بعد أنبياء وهو نبيي الرحمة والتوبة فهذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم الذي يجب علينا أن نقتدي به ونقرأ سيرته العطره.