يقف رجل معصوب العينين فوق متفجرات وترتعد فرائصه أثناء اعترافه بأنه تجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في باكستان.. ثم يتراجع مسلحون ملثمون شيئًا فشيئًا وتنسف المتفجرات الرجل. ويلتقط أحد الملثمين وهم أفراد في فرقة اغتيال تابعة للمتشددين في باكستان لقطات مقربة لرأس القتيل وأشلاء جسده ليتضمنها فيديو سيوزع لاحقًا في الأسواق الشعبية على سبيل التحذير. وألقي اللوم على تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية وشبكة حقاني في المسؤولية عن هجوم وقع يوم 13 سبتمبر على السفارة الامريكية في العاصمة الافغانية كابول واختارت الجماعات الثلاث أعتى المقاتلين في صفوفها عام 2009 لتشكيل وحدة خراسان لمهمة خاصة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما صعدت من هجمات الطائرات بدون طيار على المتشددين في المناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان وكان يجب فعل شيء لوقف تدفق المعلومات التي تساعد الولاياتالمتحدة في حملتها الجوية. ولا تملك الجماعات المتشددة التكنولوجيا العسكرية التي يمكنها أن تضاهي البرنامج الأمريكي للطائرات بدون طيار لكنها تدرك قيمة معلومات المخابرات وأيضا الخوف في الصراع، ولهذا السبب أرسلت وحدة خراسان لملاحقة وقتل أي شخص يشتبه بأنه يساعد الأمريكيين أو الحكومة الباكستانية وحلفائها العسكريين. وقتل رجل أفغاني وزوجته بالرصاص هذا الأسبوع بينما كانا يزوران باكستان للاشتباه بأنهما يتجسسان في وزيرستان الشمالية حيث تنشط فرقة الاغتيال. وقال شخص طلب عدم ذكر اسمه شأنه في ذلك شأن كل من أجريت معهم مقابلات خوفا من تعرضهم لهجمات انتقامية: «المجتمع بأكمله يخاف من خراسان ونسأل بعضنا البعض أحيانا هل شاهدتم شرائط الفيديو؟». وأضاف: «لهم عيون في كل مكان.. كيف لي أن أعرف من يعمل مخبرا لديهم ومن لا يعمل؟». ومعظم أفراد فرقة اغتيال خراسان من دول عربية ومن أوزبكستان والاسم هو اسم مقاطعة كانت ضمن الدولة الاسلامية القديمة، وهي فرقة سرية تضم نحو عدة مئات من الرجال الذين ينشطون في وزيرستان الشمالية التي يعتقد الزعماء في واشنطن أن قادة شبكة حقاني موجودون فيها. وقد يصعد طيارو وكالة المخابرات المركزية الامريكية الذين يتحكمون عن بعد في الطائرات بدون طيار من هجماتهم لملاحقة قادة شبكة حقاني بعد الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في كابول الشهر الماضي وربما تصبح وحدة خراسان أكثر شراسة لهذا السبب بعدما احتجزت نحو 120 شخصا اتهمتهم بالتجسس منذ عام 2009. وعندما تعتقل الوحدة أشخاصًا يعتقد أنهم يقدمون خدمات تجسس فإنها تحتجزهم في زنازين سجون سرية في وزيرستان الشمالية. وتقرر لجنة من رجال الدين في فرقة خراسان مصير المحتجزين، ويدان معظمهم بعد تحقيقات يعترف أفراد الفرقة بأنها تكون «قاسية للغاية». وأضاف أحد الناشطين في خراسان «يتعرضون للصدمات الكهربائية. وإذا لم يتعاونوا تستخدم آلات الثقب الكهربائي أو يجبر الجواسيس على الوقوف على سخانات تعمل بالكهرباء «أو تدق المسامير في أجسادهم». وتكون أي محاولة للتدخل من أجل المحتجزين محفوفة بالمخاطر حيث تعتبر فرقة خراسان هذا الأمر تعاونا مع العدو أيضا وتعاقب مرتكبيه بالقتل. وعندما تدين الفرقة أي شخص فإنها تحرص على إبلاغ الجميع بالأمر. وقال ناشط في الفرقة: «ينقل الجواسيس إلى خارج المناطق السكنية في الليل ويقتلون بالرصاص. وتلقى جثثهم على الطرق أو في الميادين بالبلدة وبجانبها ورقة تحذر الاخرين من الضلوع في التجسس القذر». وأصبحت الوسائل التي تستخدمها الفرقة وحشية ومنتشرة لدرجة أن خراسان سببت نفورا لدى بعض قادتها الذين أنشأوها. وقال حافظ جول بهادور وهو قيادي كبير في طالبان في وزيرستان الشمالية في بيان: «حاولنا كثيرا إصلاح خراسان لكن فشلت المحاولات المتكررة لاصلاحهم». ولا تعتمد خراسان على جماعات متشددة أكبر مثل طالبان لكنها تمول عملياتها عن طريق أعمال الخطف. وتصعب الفرقة على الجيش الباكستاني إقناع قبائل البشتون بتشكيل ميليشيا موالية للحكومة وهي خطوة أساسية في استراتيجيته لمكافحة التشدد. وقال شيوخ قبائل ل «رويترز» إن مسؤولين باكستانيين عسكريين كبار اشتكوا يوم الجمعة إلى ميليشيا موالية للحكومة في وزيرستان الشمالية من أنه لا يمكنهم تحسين الامن بينما أسس المتشددون دولة داخل الدولة في المنطقة. وتتحدى وحدة خراسان المتشددين الاخرين الذين قد يفكرون في كبح جماحها، وقال متشدد في الوحدة: «لا يوجد أحد فوق قانوننا». وتنتشر بسرعة أخبار التعذيب والقتل الذي تمارسه خراسان في القرى والبلدات الصغيرة في وزيرستان الشمالية التي قال أوباما إنها «أخطر مكان في العالم». ويعتقد الناس أن أفراد وحدة خراسان الملثمين دائما والذين يرتدون ملابس ألوانها داكنة على سبيل التمويه قادرون على مراقبة كل تحركاتهم.