لست مع المبالغة في فوز الاتحاد وتأهله للدور نصف النهائي، فهي ليست في مصلحة العميد، ومن الحصافة أن نسترجع الماضي ونستعيد الذكريات، ففي الموسم قبل الماضي بلغ الاتحاد النهائي ونال أكبر الترشيحات ودخل اللقاء بأجواء فرائحية وكأنه نال كأس البطولة، فتلقى خسارة محزنة وتحول المطبلون إلى متشفين، وما يحدث الآن يتشابه إلى حد ما بما حدث في الأمس علماً أنه دور الأربعة وليس النهائي. أدرك جيداً أن الإدارة الحالية واقعية وتتحدث بكل حذر، ولكن حديثي ينصب على ما يدور حولها وهو خارج عن إرادتها، والمنطق يفرض علينا إن كنا نريد البطولة أن نتعاون مع إدارة العميد ونحترم المنافس، فشونبوك الكوري فريق قوي، وحتى السد وسامسونج ليسا سهلين ويأتيان بعد شونبوك في القوة، وقد يرى البعض أن السد وصل بسهولة و «أكل بلاش» بالاحتجاج على سباهان، وكل الخطر من الفرق التي تصل بسهولة، فعندها لن تفرط، وحديثي هذا لا يعني إطلاقاً تقليل الثقة في النمور، فهم دائماً على الموعد وعلى قدر الحدث، وثقتنا فيهم كبيرة، وكذلك في الجهاز المشرف الذي يستحق الاحترام بعمله وتعامله جمال فرحان وعبد الله فوال، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به اللواء محمد بن داخل حتى عاد الاتحاد أسرة واحدة متماسكة تلعب من أجل الكيان..مزيداً من الحذر والواقعية واحترام للمنافسين يتحقق المراد، وبالتوفيق للعميد. ينتقل بنا الحديث لدوري زين وخسارة الأهلي من الهلال، وحديثي عن الاتحاد والمبالغة ينطبق على الأهلي.. كسب ثلاث مباريات أمام الأنصار والنصر ونجران، والأخيرتان في جدة، وتعالت الأصوات مدحاً وثناءً ونظمت المعلقات، وهي مبالغة في غير محلها، صحيح أن الأهلي تحسن وتطور واستفاد من الشحنة المعنوية التي حصل عليها من تحقيق كأس الأبطال والعمل الجيد لرجالاته في الصيف، إلا أن الفوز على الأنصار ونجران ليس طموح من يحب قلعة الكؤوس أو حتى يعرفها ويدرك تاريخها. شممت رائحة خسارة الأهلي في التصريحات بعد مباراة نجران مباشرة، فذهب اللاعبون يتحدثون عن لقاء الهلال وأنه الاختبار الحقيقي، وخلال متابعتي لتلك التصريحات عبر التلفاز، ذكرت لزملائي في القسم «أدخل لاعبو الأهلي أنفسهم في ضغط نفسي ويا خوفي على الأهلي»، ولم أنته من عبارتي حتى وصلني المؤتمر الصحافي للمدرب جاروليم يتضمن ذات العبارة «اختبارنا الحقيقي الهلال»، خطأ مشترك وضع فيه الأهلاويون أنفسهم تحت الضغط وأربكهم مع بداية اللقاء، والخسارة بالأربعة هي أيضاً لا تعني نهاية المطاف، فهناك تطور يجب أن يستمر، والفريق يملك مدرباً جيداً وفقت الإدارة في التعاقد معه ولعل كل من تابع تغييره لجفين البيشي البعيد عن أجواء اللقاء وإعادة المحور بالومينو للدفاع ليسد الثغرة ويتصدى للهجمات الهلالية في تغيير موفق ،يؤكد أن جاروليم مكسبا رغم الرباعية.ويحسب للأهلاويين أنهم ليسوا كغيرهم يبحثون عن الأسماء المستهلكة وفي كل موسم يقدم الأهلي مدربا جديدا وكفؤا ..جاروليم ومن قبله ميلوفان وفرياس وسوليد فهناك عين خبيرة تعرف كيف تنتقي والبقية على اللاعبين . زبدة الكلام الدوري جميل هذا العام..خسر الاتحاد والهلال والأهلي، وتعادل الاتفاق مع هجر، والشباب هو الوحيد الذي يغرد خارج السرب، ومتعتنا تكمن في أن المنافسة اتسعت دائرتها وخرجت مبدئياً من سيطرة الاتحاد والهلال. مجرد سؤال هل من مصلحة الاتحاد إثارة موضوع التعاقد مع اللاعب الكولومبي مولينا في هذا الوقت؟ أليس في ذلك هز لمعنويات المحترفين وخرق الانسجام في توقيت يفرض علينا الوقوف قلباً وقالباً مع العميد؟.