انتشر في مجتمعنا ظاهرة ادعاء فهم وتفسير احلام الناس.لقد اصبحت ملفتة للنظر والسمع ومضحكة في نفس الوقت.فلقد اصبح البعض ينظر الى حلمه العادي انه رؤيا من الله جل جلاله وانه قد اختص بهذه الرؤيا على وجه الخصوص.وتمادى مدعو تفسير الاحلام حيث اصبحوا يفسرون صغائر الاحلام الى أمال واحلام المتصلين.وكل رأس مال هذه التجارة , تصنْع الوقار اثناء التفسير. والباس التفسير عبارات دينية تكسبها القبول لدى الناس.والادهى والامر ان بعض هؤلاء المفسرين تمادى بأن فسر الاحلام الى الآم و تشاؤم للمتصل.متناسيا بذلك ان حياوات قد تبنى على هذا الافتراء على الله من بعض المفسرين.وتناسى ايضا او تجاهل ان الكثير من المتصلين هم في الغالب من الجهلة والمرضى والموهومين , فيزيدون العلة عللا اخرى. يستشهد هؤلاء بقول ابن سيرين وغيره وكأنهم ايات منزلة لا تنزل عن الهوى.وكل اراء هؤلاء العلماء الذين يشير لهم المفسرون ،هي في الواقع اجتهادات لكن المفسرين يشيرون اليها كأنها قول لا يقبل النقاش.والمرضى يتعلقون بقشة للنجاه فما بالنا بكلام معسول من اناس يظهرون الايمان والصلاح. لا انكر ان تفسير الاحلام هو ذكاء خارق والهام يهبه الله لبعض الناس. ولكن ليس لكل البشر وبهذا الشكل المضحك الذي يصورنا امة تعيش على الاحلام .ويستخف بعقولها كل من ادعى المقدرة على فهم وتفسير الاحلام. لم يخرج تاريخ الامة الاسلامية مثل هذا الاقبال على تفسير الاحلام بهذا الاستهتار بعقول الناس ، الا هذه الايام التي اصبح فيها تجارة تدر الارباح على المفسرين.ينسى هؤلاء المفسرون ان الانسان الطبيعي سوف يعكس ويستمر مخه في التفكير فيما كان يفكر به وهو مستيقظ .لكن ستظهر هذه الافكار بلا ترتيب ولا نظام وهذا طبيعي ان تحدث لكل انسان.لكن سيكون لها معان اخرى تتجاوز الطب والعلم وتختلف من شخص لاخر وهي اضغاث احلام. لكن لا رقيب على هؤلاء و اتمنى على العلماء الافاضل ان يتدخلوا ويوقفوا دغدغة مشاعرالناس والادعاء بمالم ينزل به الله سلطانا. محمد ابراهيم الشريف -جدة