قال مسؤولون أفغان أمس إن الجيش الباكستاني أطلق المئات من قذائف المورتر والصواريخ على أقاليم حدودية في أفغانستان المجاورة مما أسفر عن مقتل مدني على الأقل وأدى إلى هدم منازل واضطر عشرات القرويين للفرار. وقال حاكم إقليم كونار فضل الله وحيدي إن نحو 500 صاروخ وقذيفة أطلقت منذ الأربعاء الماضي على الإقليم الواقع بشرق أفغانستان من قاعدة في الأراضي الباكستانية مما أسفر عن هدم ستة منازل ومسجدين وأدى إلى نزوح ما يزيد عن 100 شخص من منطقة دانجام بالإقليم. وقال وحيدي: "أندد بشدة بهذا العمل الذي قام به الجيش الباكستاني ولابد أن يتوقف فورا"، مضيفا أن 30 قذيفة على الأقل سقطت على إقليم نورستان المجاور. ويأتي القصف وسط تصاعد التوتر بين الدولتين وفي أعقاب أكثر من شهر من القصف من جانب الجيش الباكستاني في يونيو ويوليو قالت أفغانستان إنه أسفر عن مقتل 42 مدنيا على الأقل. وأدى هذا إلى احتجاجات في عدة أقاليم أفغانية في يوليو تطالب بالرد العسكري، لكن الرئيس حامد كرزاي لم يرضخ للضغوط ورفض إعطاء الإذن لوزير دفاعه ووزير خارجيته بالرد بإطلاق النيران بعد أن طلبا منه هذا. ودعا المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي إلى وقف فوري للقصف أمس. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين بالجيش الباكستاني للتعقيب. ودانجام منطقة حدودية متاخمة للمناطق القبلية الباكستانية التي ينعدم فيها القانون. وأنحت باكستان على أفغانستان مرارا باللائمة لأنها توفر ملاذا آمنا للمتشددين على جانبها من الحدود خاصة في إقليم كونار مما يجعلها عرضة للهجمات المضادة حين تطاردهم لإخراجهم من مناطقها القبلية التي يسكنها البشتون.