قتل عشرة اشخاص على الاقل وأصيب العشرات في المواجهات الدامية التي اتسعت رقعتها أمس في صنعاء بين وحدات عسكرية متنافسة وقبائل موالية واخرى مناهضة للرئيس علي عبدالله صالح، بحيث بدا اليمن على وشك الوقوع في حرب اهلية. فقد قتل عشرة اشخاص على الاقل امس، فارتفع الى 95 عدد القتلى منذ استئناف اعمال العنف الاحد في العاصمة اليمنية حيث انهار وقف اطلاق النار الذي اعلن الثلاثاء مما ادى الى فشل الوساطة الخليجية. وقتل ستة اشخاص الخميس في اشتباكات دارت في حي الحصبة (شمال صنعاء) بين عناصر الزعيم القبلي الواسع النفوذ صادق الاحمر الذي انضم الى صفوف المعارضة وانصار الزعيم القبلي المؤيد للرئيس صالح، صغير بن عزيز، كما ذكرت مصادر رسمية وقبلية. وقتل اربعة اشخاص آخرين في صنعاء، كما افاد شهود ومصادر طبية. وقتلت امرأتان برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح، كما قتل رجلان في قصف طاول المنطقة اسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح. ولليلة الرابعة على التوالي، لزم سكان صنعاء منازلهم تخوفا من انفجار الاوضاع كما توقفت حركة السير أمس في العاصمة حيث اقفلت غالبية المحال التجارية، وبقيت الشوارع المؤدية الى العاصمة مقفلة لليوم الثالث على التوالي. وقال وليد صاحب محل بقالة «لم يغمص لي جفن طوال الليل. كانت الانفجارات مخيفة وخصوصا عند الفجر». وقال شهود ومصادر طبية ان امرأتين قتلتا برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح، كما قتل رجلان في قصف طاول المنطقة اسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح. وافاد شهود أن المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير منذ فبراير الماضي لم يغادروا مكانهم القريب من جامعة صنعاء رغم العنف. يذكر ان موجة العنف الجديدة اندلعت الاحد الماضي عندما اطلقت قوات موالية للرئيس النار على متظاهرين قرروا مغادرة ساحة التغيير والسير باتجاه وسط العاصمة ما ادى الى مقتل 27 شخصا. وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الاحمر الذي انضم الى الاحتجاجات في مارس الماضي وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير. واتسعت المواجهات أمس إلى احياء اخرى في محاولة على ما يبدو من الحرس الجمهوري لتطويق قوات الاحمر من الشمال والغرب. وبات شارع الزبيري خط التماس الجديد الفاصل بين شمال صنعاء الخاضع لسيطرة القوات الموالية للواء المنشق علي الاحمر وجنوبها الواقع تحت سيطرة الموالين لصالح. وكان الوسيط الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق، واضاف «حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن».