على امتداد البصر، أفق يعانق وجه المدى.. سماؤه وأرضه، ليله ونهاره.. وجهاته الأربع. في هذه البقعة المباركة من الكرة الأرضية، يسكن وطني، حيث يورق التاريخ ملحمةً نقشت على جسد الأرض ملامحنا وصفاتنا، وطن يحتوينا ونحتويه، يسكننا ونسكنه، ويتغلغل غلاه في خلايا أرواحنا. فوق وطننا الحر يبزغ الفجرعبقًا بأنسام الجنة.. كيف لا.. وصوت الحق يعلو في مآذن البيتين، ولا صوت يعلو سواه.. فالسلام هنا، والأمان هنا، والوطن هنا. اسم وطني المملكة العربية السعودية.. من حروف ذاك الاسم اشتُقَّتْ أهزوجة العشق الأبدي، وترنيمة الوفاء العذب المتوّج بأطياف الولاء.. ودون سواها هي وحدها فقط كانت الدانة التي اختزلت في ثراها الطاهر تاريخًا كان -ومازال- للمجد مرساة، فأضحت القلب بين الضلوع وربيع الفصول.. بردها وهجيرها. فسلام الله على مَن قاد، وساد، وأسس البناء. سلام الله إلى يوم الدِّين على روح المؤسس الحكيم. سلام الله على مَن خلفه من أبنائه، ورفع راية الوطن، وأجزل العطاء بالعطاء، فنعم السلف أبوكم، ونعم الخلف أنتم. سلام الله على أبناء تلاحموا، وتكاتفوا يوم الوفاء، وأخرسوا نعيق رافضة الخواء بالولاء، ثم الولاء، ثم الولاء. المَشاهد في ذاكرة الوطن حميمة، والمشاعر الصادقة تتدفق في قلوبنا، ولا نملك إلاَّ أن نحتفل على طريقتنا، وبسجيتنا، وفطرتنا الوطنية التي جُبلنا عليها.. فسلام الله عليك يا وطني. مرصد: سلام الله على يومنا الوطني، حين يسكن كل شيء، ولا نملك إلاَّ أن نعيش حبًّا وطواعية تزاحم المشاعر، وتواري كل الصور القابعة في زوايا الذاكرة لتبقى صورة واحدة نحن والوطن. [email protected]