في هذا اليوم الوطني المجيد الذي يطل على المملكة يسترجع أبناؤها ذكرى المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ويتذكرون مع ذلك شبلا من أشبال ذلك الموحد الكبير الذي ساهم في صنع تقدم المملكة ونهضتها ورقيها، وهو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. يلقبه أبناء المملكة صاحب الأيادي البيضاء وهو لقب يستحقه عن جدارة، فأينما حل سموه حل الخير في كل مكان، ومنجزاته في عهد والده المؤسس، وفي عهود أخوانه الذين جاؤوا من بعد الملك عبدالعزيز معروفة ومشهودة لدى الجميع، سواء أثناء توليه المناصب الهامة في الدولة، أو أثناء قيامه بتمثيل المملكة في الخارج في كثير من المحافل الإقليمية والعربية والدولية وتلك أدوار تشهد على حنكة سموه وتمتعه بنظرات سياسية صائبة في معظم القضايا الساخنة في العالم، كما يتمتع بقدرة إدارية فائقة لإدارة الحوار حول تلك القضايا الشائكة، غير أن ارتباط سموه بذلك اللقب المحبب لكل من أطلقه عليه يعود أساسًا إلى تبنيه أعمالا خيرية وإنسانية كبرى مازالت محط اهتمام وتقدير وإكبار كل مواطن كما إنها محط اهتمام كثير من دول العالم التي انتفعت من عطايا سموه السخية في الجوانب الإنسانية الكبرى التي انتهجها ودأب على دعمها باستمرار، وقد تجلت بصورة واضحة في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، التي تمثل أياديه البيضاء في البذل والعطاء دون حدود من اجل أبناء الشعب، فثمة رعاية صحية متكاملة تقدمها هذه المدينة للمواطنين على أعلى المستويات الصحية ذات المقاييس العالمية، وفي هذه المدينة الكبرى مشاريع الإسكان الخيري، وغيرها من المشروعات الخيرية التي أعلن عنها في حينها، ولاشك أن توفير الرعاية الصحية لمستحقيها يقع على رأس الأعمال الإنسانية الخيرية التي يمكن للإنسان المقتدر أن يمارسها. وقد مارسها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز على نطاق واسع، والمدينة بمواصفاتها وهياكلها الإدارية والتنظيمية تعد الأولى من نوعها في بلدان الشرق الأوسط ولاشك أن المدينة تعد الأولى من نوعها أيضا في مجالين طبيين متكاملين هما المجال العلاجي الطبيعي والمجال التأهيلي، إضافة إلى أن المدينة تقدم سلسلة من البرامج الطبية المتخصصة لمرضاها يقوم بتنفيذها اختصاصيون يتمتعون بخبرات وكفاءات عالية للغاية. كما أن ما توفره هذه المدينة الإنسانية من خدمات أدى بالفعل إلى ردم ثغرة كبيرة في مجال الرعاية الصحية والتأهيلية لبناء مجتمع أفضل فالمملكة كما هو معروف عنها سباقة لرعاية مواطنيها، «وصاحب الأيادي البيضاء» من السباقين لهذه الرعاية في أهم شؤونها واختصاصاتها، فالمسنون والمتحاجون والأطفال استفادوا من خدمات هذه المدينة، وإنشاء هذه المدينة للخدمات الإنسانية يعد في حجمه عملا إنسانيًّا عظيمًا يعبر اصدق تعبير عن مشاعر الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمواطنيه المحتاجين للرعاية والتأهيل حتى يتمكنوا من المشاركة بعد الشفاء بفضل الله في تنمية هذا الوطن ورقيه، وهناك تخصصات عديدة تضمها هذه المدينة العملاقة في أمراض القلب والتنفس والجهاز الهضمي والمناعة وأمراض الكلى والأورام والإمراض المعدية والجلدية والوراثية ونحوها من التخصصات الجراحية الدقيقة مثل جراحة العظام والأنف والأذن والحنجرة والقلب والأعصاب وغيرها من التخصصات الطبية الهامة، والمدينة تقوم بإجراء البحوث في مجال الخدمات الإنسانية المتعددة وكل ما له علاقة بالإعاقة والشيخوخة المبكرة وإمراضها وأسبابها والحد من أثارها ، وثمة مشروعات متفرعة عن هذه المدينة العملاقة كمركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية وغيره من المراكز التي تخدم العلم وتدرب الكوادر الطبية والممرضين للارتقاء بمستوى الرعاية الطبية بالمملكة وخارجها من خلال اتصال البرنامج بمراكز الأبحاث والجامعات والمستشفيات في سائر بقاع العالم. وأعمال الخير في مختلف البرامج التعليمية والتدريبية أضحت مشهودة وواضحة كبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة وهو برنامج أكاديمي وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية ومن مشاريع المؤسسة العلمية تدشين وإصدار الموسوعة العربية العالمية وتقوم المؤسسة بدعم ومساعدة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية داخل المملكة ومن ضمنها جمعية النهضة النسائية الخيرية وهذه كلها مشروعات إنسانية لا تهتم بصيانة صحة الإنسان وتأهيله فحسب وإنما بصناعة عقله وتدريبه على خوض مختلف المجالات العلمية التي سبقتنا إليها دول العالم بما يؤكد حرص سموه على تنمية هذا الوطن وتطويره في اقل زمن ممكن. ويقوم صاحب الأيادي البيضاء بهذا الجهد العظيم يدفعه إلى ذلك حبه الشديد لأبناء الوطن فهو منهم وإليهم وما زال يقف معهم في الضراء والسراء وأياديه ممتدة دون حدود لإغاثة كل ملهوف وما تعطيه يمنيه لا تدري عنه شماله فعطاءه ومشروعاته الإنسانية والخيرية امتدت إلى خارج هذا الوطن اقتداء بنهج والده المؤسس الذي كان يستجيب لكل نداء إنساني من أي مكان وفي أي زمان، فهو متخرج في مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن تلك المدرسة الكبرى التي تخرج فيها قادة هذا الوطن ورجالاته.