لا يزال عقيد ليبيا المخلوع معمر القذافي يواصل مسلسلاته الفكاهية، التي يكرر فيها نفس الكلام الذي لا يخلو من الطرافة، وهو ما يذكّرنا ببرنامج «ساعة لقلبك» في الستينيات الميلادية، الذي كان يتضمن اسكتشات فكاهية يُقدّمها كبار فناني الكوميديا المصرية. وقد وصف أحد المواقع الإعلامية الذي قدّم خطابات العقيد الليبي على موقعه خطابات القذافي بأنها «طرائف وغرائب لا تنتهي».. بينما وصفه أحدهم بأنه «راجل مسخرة»..! آخر مقاطع القذافي الفكاهية هي حديثه الأخير يوم السبت 17 سبتمبر، الذي أثار العديد من ردود الأفعال الغاضبة، ووصفته المستشارة الألمانية بأنه مرعب، بينما حذّرت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من «أن حمام الدم في ليبيا غير مقبول»، وقال مصدر فرنسي: «بأن المجازر في ليبيا لن تمر دون عقوبات». إلاَّ أن العارفين بالقذافي وأحاديثه اعتبروا هذه الخطابات إحدى طرائفه التي تعوّد عليها الشعب الليبي..! ولا أدري كم مرة ردَّد القذافي كلمة الاستعمار، وأعوان الاستعمار في حديثه.. وكم مرة طالب فيها الشعب الليبي بالمقاومة.. لكن أطرف ما جاء في الخطاب هو وصفه الأحداث الجارية في ليبيا بأنها «مهزلة»، داعيًا إلى «عدم تصديق» الإطاحة بالنظام، وأضاف: «لا تفرحوا، ولا تصدقوا أن هناك نظامًا أُطيح به»..! ووفقًا لهذا المنطق فإن الجماهير الليبية إن كانت قد قامت بثورة، فإنّما تكون قد قامت بثورة على نفسها. وهكذا.. فإن القذافي لم يسقط، وإنما مَن سقط هو الشعب الليبي نفسه..!