يطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع جلالة ملك السويد يوم الأربعاء المقبل مبادرة جديدة تجمع وتربط عمل الكشافة وعلم الحوار من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). وتتمثل هذه المبادرة التي ستنطلق من أرض جامعة الملك عبدالله للعوم والتقنية في مشروع رسل السلام، والذي يضع أمام كشافة العالم تحديات تتمثل في تطوير مهارات الحوار، والعمل من أجل السلام في مجتمعاتهم وتبادل المعرفة بين البلدان المختلفة. وكانت الحركة الكشفية قد نشأت في عام 1907م كحركة شبابية يتمتع فيها الشباب بفرص متساوية، جعلها تضم الآن 30 مليون شاب في 160 دولة حول العالم يحرصون على أن يكونوا رسلًا للسلام والحوار وهو ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما دقت طبول الحرب وظهرت الانقسامات عام 2001م في دهاليز القوى العظمى، مما زرع الأمل لدى ملايين الشباب والشابات حول العالم لإيمانه الراسخ حفظه الله بأنه يستطيع تحقيق رؤيته من خلال إلهام الناس فقط، فبدأ ببلاده وجمع أفضل الناس من حوله. ومع مبادرة الحوار الوطني استطاع المليك إيجاد إجماع بين المواطنين من أجل مستقبل بلدهم واتفقت آراؤهم حول القضايا الرئيسة مثل السلم والأمن والأمور القبلية وحقوق المرأة ومستقبل التعليم، وتحت رعايته استطاع المجتمعون في مركز الحوار الوطني تحقيق أكبر قدر من النجاح من خلال أساليب الحوار التي اتبعوها فاستحقوا ثناء مؤسسات دولية عديدة كمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) باعتباره الحوار العالمي الأول من نوعه، ثم تحول الحوار الوطني إلى حوار بين أتباع الأديان والثقافات. واليوم ينظر العالم أجمع إلى بصمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها تأتي في طليعة الحوار العالمي. وهكذا حل صوت الحوار السلمي محل طبول الحرب على الصعيد العالمي، وبحث عن أناس محل الثقة ليحملوا رسالته النبيلة وينقلوها إلى المجتمعات كافة لنشر رسالة السلام ووقع اختياره على فئة الشباب حول العالم، وبالتحديد الكشافة. وفي نوفمبر من عام 2001م تحدى كشافة العالم بأن يصبحوا رسلًا للسلام وخلال ست سنوات فقط استجاب لدعوته 10 ملايين من الشباب في 110 دول وعملوا من اجل السلام واستبدلت دقات طبول الحرب بالفرحة والأمل. واستمع خادم الحرمين الشريفين إلى المخاوف الأخرى للناس الذين التقاهم، (ماذا عن مستقبل مصادر الطاقة في العالم؟ ماذا عن الشح المتزايد في موارد المياه؟، ماذا عن الضغوط الناجمة عن الزيادة في السكان؟)، وفي أقل من 1000 يوم، ولد «بيت حكمة» جديد للعالم وسط رمال الصحراء السعودية، واتباعًا لمبادئه المتمثلة في أن المعرفة العالمية حق للبشرية جمعاء توج خادم الحرمين الشريفين ذلك بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لتكون مركزًا لتعليم الشباب من جميع أنحاء العالم، ومركزا للتعاون الدولي يجمع أفضل الكفاءات العالمية، وموقعًا تلتقي فيه مراكز العلم حول العالم. وهكذا جاءت (كاوست) تجسيدا عمليا للحوار والسلام وإيجاد حلول لمستقبل الإنسانية.