نقترب من انتخابات المجالس البلدية. وأعترف أني كنت أحد الذين أسهموا في دفع عدد من العازفين عن المشاركة في الانتخابات السابقة، من أجل تكريس مبدأ الانتخاب لنموذج يؤسس لنظام إداري لا مركزي. وليس إعجاباً بوظيفة المجالس البلدية وفقاً لنظامها الحالي. وقد ذهب الحالمون إلى صناديق الاقتراع، لا من أجل الاتيان بمجلس يحصي عدد الحفر في شوارع مدينتهم، ولا من أجل تبرير قصور شركات النظافة. لقد اختلف الناس إلى مراكز الاقتراع وفي تصورهم أن مجلساً منتخباً يستطيع بحسه الوطني أن يضغط لإنجاز مشروعات ملحة لمدينة تعيش ثلاثة أرباع أحيائها منذ عقود بلا مجاري، مدينة تنام منازلها لأيام طويلة بلا ماء. مدينة تعاني شوارعها أزمة سير خانقة، مدينة تضعها تقارير البيئة ضمن أكثر المدن تلوثاً، مدينة تعج بالعشوائيات ومظاهر الفقر الوافد. ومع ذلك يجب أن لا يمنعنا اليأس من الذهاب إلى صندوق الاقتراع لاختيار من نتوسم فيهم الخير بعيداً عن العصبيات والصداقات.. وسوف أغض الطرف عن أصحاب الوعود، ففاقد الشيء لا يعطيه.. سأعطي صوتي لمن يرفع شعار »تعديل نظام المجالس البلدية أولاً» ويتعهد بأن يبقى مصراً على هذا التعديل بعد أن ينال شرف العضوية!!