* مشكلتنا هي ليست سوى خليط من سوء اختيار لمسؤول ينبغي اختياره بعناية؛ لكي يحقق للمكان قيمة، وللناس أهم أحلامهم، لكن المصيبة أن ما يحدث لا علاقة له إطلاقًا بالواقع، وكلكم يعرف كيف تهبط بعض القرارات على أرض الواقع؛ لتترك أمامك خيارين لا ثالث لهما، هي إمّا أن تقبُّلهما، وإما أن تقبَلهما، فسروها بطريقتكم وستجدونها هي السبب الأول في المآسي التي أصابت منجزاتنا كلها، ومَن يصدّق أن في وطننا فقراء؟! ومَن يصدّق أن أكثر شوارعنا لا مثيل لها، ولا حتى في قرية نائية في دولة إفريقية أنهكها الفقر، وقتل الجوع مواطنيها؟! لكن أن تجد مسؤولاً في الضمان الاجتماعي يمنع أسرة فقيرة، ويحرمها من مساعدتها في شهر رمضان، شهر الخير، في بلد الخير!! هذا هو المؤلم حقًّا، ولو سألته: لماذا فعل ذلك لكانت إجابته أن برنامج المساعدة كان لمدة عامين، تنتهي في شهر رمضان، ومن هنا أريد أن أسال هذا المسؤول عن الضمان في جدة: لماذا لم يقم بترتيب الأمر مع هذا المواطن قبل رمضان، وقبل أن تنتهي المدة؛ لكي يستطيع هذا المواطن البسيط ترتيب أوراقه قبل أن تنتهي مدة مساعدته؟! بالتأكيد ستكون إجابته: وهل أنا فاضٍ لكي أتحدّث عن كل حالة، ومع كل مواطن؟! وهي الإجابة التي اعتدنا عليها في تبرير الأخطاء التي تأتي من بعض المسؤولين، الذين ينسون أن الدولة -يحفظها الله- لا تريد للمواطن سوى الخير، وتريده أن يجد كل ما يهمه بمنتهى السهولة، لكن المؤسف أنك تجد مسؤولاً يعتقد أن ما يقدمه للمواطن هو مكرمة، أو صدقة، أو مساعدة من جيبه للناس، وأن الحقيقة التي لابد أن تصل للقيادة هي بأن لا شيء يأتي للمواطن بسهولة، وأن بعض المسؤولين يُعذِّب فيه، ويُمرمطه، ويضيق عليه!! طيب وإلى متى؟! * مشكلتنا هي في سلوكيات البعض التي تنسى إنسانية الآخر، وتسقطه بطريقة مقززة، بل وتتمادى حين تنقل الصورة للأعلى بطريقة مشوّهة، فيأتي القرار خاطئًا لأنه اعتمد على معطيات مشوّشة، ومضللة، ويظل الخطأ يكبر، وتكبر مآسي الناس مع الخطأ، والدليل هو ما نقرأه في الصحافة عن كثير ممّا يحدث، وكم كتبنا، وكم تعبنا من أجل هذا الوطن الكبير، وهذا المواطن البسيط الذي يفترض أن يجد اهتمام المسؤول (الإنسان) الذي يعي ويعرف أن كل قرار يصدر من خلاله هو قرار يهم وطنه، ومستقبله، وأمنه، وأن كل قرار في هذا الزمن هو قرار مؤثر وهام، حتى وإن كانت كلماته ثلاثًا أو اثنتين، فهل يعي الجميع أن كلمة (مواطن) هي كلمة هامّة جدًّا، وأن كلمة (وطن) هي كلمة أغلى وأثمن كلمة في الوجود، وأن كل القرارات هي لم تأتِ إلاَّ من أجل وطن ومواطن، هاتين الكلمتين اللتين لابد أن تحضرا اليوم في ذهن كل المسؤولين!! * (خاتمة الهمزة).. المنتفعون هم أدنى مخاليق الله في أي زمن، وفي أي مكان!! مثل هؤلاء هم أول المهنئين، وهم أول الخائنين، وهم أول الكاذبين، وهم أول المنسحبين، وأول الهاربين، وأول المستفيدين، وآخر المفيدين!! فهل يستطيع أمثال هؤلاء بناء علاقة جميلة بين وطن ومواطن؟! هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected]