هي الأيام كما شاهدتها دول، من سره زمن ساءته أزمان، وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن كلمات ينطق بها الشاعر الهلالي هذه الأيام معبراً عن حال فريقه المتردي ولو زاد الحكيم الهلالي ليضع عنواناً لهذه المرحلة لما وجد أفضل من العبارة التي تقول: دوام الحال من المحال. قاعدة معروفة في عالم الكرة تعلمناها من الآباء والأجداد مفادها لا تغير فريقاً رابحاً، فالهلال كان فريق الأحلام في الموسم الماضي حتى شبهه البعض بالفريق الكتالوني الشهير عطفاً على مستواه اللافت وحصده المستمر للنقاط دون تسجيل أي خسارة محلية فماذا حدث للفريق الهلالي هذا الموسم؟ من وجهة نظري لا يحتاج هذا السؤال إلى فلسفة المحلل الرياضي للإجابة عليه فالمشجع الهلالي البسيط يدرك تماماً ماذا حدث فالإدارة الهلالية عمدت إلى تغيير جلد الفريق في الوقت الخاطئ فالفريق لم يكن ينقصه سوى ذلك المدرب القادر على توظيف العناصر الموجودة بالشكل المثالي أما المحترفون الأجانب فقد كان استمرارهم ضرورة ملحة لأنهم باختصار كانوا الأفضل على مستوى الدوري السعودي إن لم يكن على مستوى القارة الآسيوية. تحليل بسيط ومنطقي لكنه يعكس تماماً حقيقة الواقع الذي يعيشه الهلاليون فلم يقتصر مسلسل التفريط في الهلال على اللاعبين المحترفين لكنه تعدّى ذلك إلى توزيع العناصر المحلية على الأندية المجاورة في ظل عدم وجود البديل الجاهز وخاصة في خط المحور والظهير الأيمن فبعد الاستغناء عن عزيز والغامدي والبرقان إضافة إلى رحيل رادوي وإصابة هرماش لم يبق سوى حسام الحارثي الذي ما زال يحتاج الكثير لتمثيل الهلال بسبب قلة إمكاناته إضافة إلى اللاعب سلطان البيشي الذي لعب في جميع المراكز عدا حراسة المرمى ولا أنسى رحيل النجم ياسر القحطاني الذي كان في غير محله فماذا قدم العربي وبماذا أفاد الكوري سونج؟! لا أريد الحديث عن المدرب الألماني دول لأنني أعتقد أنه خارج الحسابات فالمدرب الحقيقي الذي يسير أمور الفريق حالياً هو الكابتن سامي الجابر الذي يبدو أنه أعجب بتجربته الفنية في أواخر الموسم الماضي فقرر الدمج بين العمل الإداري والفني هذا الموسم. لست مع من أخرج الهلال من حسابات الدوري فما زلنا نعيش الأسبوع الثالث في مشوار الدوري ولكنني أتفق مع الذين يقولون بأن المهمة الهلالية في الحفاظ على لقب الدوري لن تكون بذات السهولة على غرار الموسمين الأخيرين لأنني أشاهد أمامي الزعيم يترنح.