(أ) حرية التعبير نسبية في كل مكان، والسلطة الرقابية لها ألف شكل وشكل: أحيانًا تأتي على شكل «إعلان» لشركة ضخمة.. وأحيانًا بصورة «فكرة» قومية كبرى لا يجب المساس بها! إعلان لحذاء فاخر بإمكانه أن ينزع كتابة فاخرة من مكانها. لا يوجد إعلام حر.. يوجد إعلامي حر: يقاتل لتمرير «بعض» الحقيقة. (ب) لا يمضي أسبوع إلاَّ وتأتي رسالة من «مبتعث» في أمريكا يشكو فيها الملحقية التعليمية، وأداءها، وتعاملها! قلتُ: لعل بعض المبتعثين يتجنّون عليها! ولكن هنالك آلاف الطلاب في عشرات الدول.. لماذا أغلب الشكاوى لا تأتي إلاَّ من أمريكا؟ لا بد أن هنالك خللاً في الأداء.. وشكلاً من أشكال التقصير. تُصرف مليارات الريالات على برنامج الابتعاث، ومن أجل التوفير: يوضع (بعض) الموظفين لخدمة (عشرات الآلاف) من الطلاب!! نعيش في الألفية الثالثة، وعصر الإيميلات والتعاملات الإلكترونية، وما يزال الطالب السعودي يسافر من ولاية لولاية لإنجاز معاملة مع الملحقية!! مع هذه المتناقضات، والغرائب السعودية، لا تستغربوا عندما نكتشف: أن وزارة تعليمية تقوم بالابتعاث، ووزارة تعليمية أخرى تحذّر منه، ومن شروره في مناهجها!! (ج) تردد دائمًا: «خانني التعبير»..! ألم تفكر -ولو لمرة واحدة- : لعلّك أنت مَن خنته؟! توقف عن الكلام لكي استمع إلى عينيك وهما تتحدثان عنك.. فإن خانك التعبير، فلن يخونك العبير الذي يفوح منك. (د) في كتب التاريخ، وعندما تفاخر كل سنة بنفسها أمام السنة الأخرى، ستأتي 2011 وهي تتبختر.. وتقول لهن بكل فخر: أنا أجمل منكنّ جميعًا..أنا سنة الحرية.. (ه) «تويتر»: أن تسكب الغيمة في كأس صغير.. وتختصر الحديقة في بخة عطر.. (و) أمّي، يمّه، ماما، مام، ماميتا، مامي، ماتي، ممّي، مامان، مامو: أيّ سحر وطهر وعطر في حرف «الميم»، جعله يرافق «الأم» في كل لغات الدنيا؟ (ز) تظن أنك حر، وأنت -كل يوم- تشارك بصناعة قيد اجتماعي جديد. والقيد الذي لم تشارك بصناعته.. تشارك بحمايته. والذي لا تحميه تقف أمامه محايدًا. انظر حولك، وحاول أن تكتشف بعض القيود التي تحتفي بها وتدافع عنها! (ح) الغضب: خطر جدًّا.. بإمكانه أن يحوّلنا -خلال لحظات- من بشرٍ إلى كائنات متوحشةٍ! (ط) الكتابة: أن تفتح براري صدرك لغزالة القلق؛ لترعى من عشب نبضك. أن تصب زيت جسدك على قنديل السطر؛ لتضيء الفكرة. الكتابة: أن تغوي العبارة؛ لتفتح لك ازرار قميصها، وتكشف أسرار حديقتها.. وتأخذك إلى سرير خرافي.. هي: سيدته، وجاريته! الكتابة : أن تكتب كلمة «بحر» وقبل أن تصل إلى الراء ترى الأسماك تقفز فوق أوراقك! الكتابة: أن تعرف العلاقة بين (انتحر)، و(أنت حر)، وتكتشف ما الذي فكّكها، وغيّر المعنى؟!