يحق لنا كسعوديين أن نفخر بوجود شباب وشابات يخبروننا عن قصص نجاحهم وكفاحهم وتجاهلهم لأصوات العالم من حولهم، إمّا بسخرية، أو بتحبيط العزائم، بت أشاهد كثيرًا هذه الأيام في الإعلانات التلفزيونية شباب يروون قصص نجاحهم، ولكن حين نظرت من حولي كل ما رأيته هو الفشل، فمنذ عامين تخرّجت، وقصة النجاح الوحيدة التي عايشتها هي زواج بعض زميلات الدراسة، وهذا هو الواقع، بحثنا بجد عن عمل، ولكن لم نجده، فلا وظائف حكومية، والقطاع الخاص يتطلّب وجود شهادات خبرة على أن لا تقل عن ثلاث سنوات، فلماذا لا تُنقل هذه الصورة؟! مَن يُشاهد الإعلانات يأخذ الأمور ببساطة، فإحداهن تتحدث عن قصة فتاة بدأت بتصميم الملابس لنفسها وصديقاتها، ثم تطورت حتى أصبحت مصممة أزياء، هذه القصة تحدث لامرأة من بين مائة ألف امرأة سعودية.. وشاب آخر بدأ العمل كأمين مستودع، وبعد عدة سنوات أصبح يتقاضى أضعاف الراتب الذي بدأ العمل به، يا ترى إلى أي مدى تكون مصداقية هذه الصور والنماذج؟! لن أُرجع نجاح هؤلاء الشباب إلى الحظ، فقمة الفشل أن تجعل الحظ مقياس نجاح، إنما هو توفيق من الله، وفرص تُعطى للبعض، وتُحرم عن البعض الآخر، كما أنها فرق جهد وقدرات خاصة تختلف من شخص لآخر، ما يُبث لنا من إعلانات هو تمامًا كمَن يُخبرنا بأن الحياة على المريخ أفضل!! فقبل عدة سنوات قال لي أبي تعلّمي أن تصنعي كل شيء، فقد تحتاجين يومًا إلى ما تعلمته لتكفي نفسك عن سؤال الناس، فأجدتُ الطبخ، والخياطة، وتخصصتُ في دراسة التربية، وتخرجتُ في الجامعة فلم تُفتح لي الأبواب كما صوّروا فتحها في الإعلانات، وهذا لا يعني الفشل، إنما أردتُ أن أُريكم صورة أخرى وأكثر مصداقية من تلك التي عُرضت في الإعلانات، فمَن يُشاهد «الفيس بوك»، و»تويتر» ويرى الكم الهائل من الشباب المُبدعين الذين لم تُعطَ لهم الفرص للنجاح، يصعب عليه تصديق ما يُعرض عليه من إعلانات، خصوصًا إذا كان صوت ما بجواره يقول بعد عرض قصة النجاح بس لا يكثر..! همسة: من السهل قول كلّما زاد عليك الألم في الحياة زادت قيمتك..