حذر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة من أكل الربا، والتورط في ترويج وتسويق المخدرات والمسكرات في المجتمع، وسرقة وأكل اموال الناس بالباطل، والمغامرة بأموال الغير، ومن يظلمون العباد ويجحدون الحقوق الواجبة، والمرتشون والمعطلون لاعمال الناس بغية الحصول على مكاسب ومنافع مادية بالباطل، ومن يخلون بأداء العبادات ويتقاعسون عن أداء الصلاة، ومن يضيعون الزكاة، وقال ان هؤلاء لا يمكن ان تكون صدورهم منشرحة ولا نفوسهم مطمئنة ولا أحوالهم مستقرة، بل يعيشون في هم وغم وضنك وتحاصرهم المشكلات في الدنيا وينتظرهم حساب الله في الاخرة على ما اقترفوه من اعمال محرمة ومنهي عنها، وطالب سماحته المسلمين بالاخذ بالاسباب النافعة مع الاستعانة بالله عز وجل والالتزام بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وابتغاء مرضاة الله في طلب الرزق، والبحث عن الحلال والمباح، والابتعاد عن المحرمات، والثقة في الله عز وجل انه المعطي والرازق والذي يمن على عباده بالرزق، والاكثار من الدعاء. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحة المفتي العام في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض، والتي خصصها للحديث عن «انشراح الصدر واسبابه وآثاره في حياة المسلم»، وقال ان في الدنيا ابتلاءات ومشكلات وهم وغم وعقبات وصعوبات وقلق واضطرابات فهي سجن المؤمن وجنة الكافر، وان هذه الهموم والغموم قد تكون مصدرا للامراض النفسية التي يعاني منها بعض من ابتلوا بهذه الهموم، ولكن اذا علم هؤلاء منهج الاسلام الذي يخلصهم من هذه المشكلات والتزموا به شرح الله صدورهم وخلصهم مما يعانون منه، وجعلهم يرضون بقضاء الله وقدره، وينظرون الى مستقبلهم ولا يتوقفون عند ما حدث لهم . وقال المفتي العام إن الله جعل شرح الصدر متسعا للدين والدعوة لله والالتزام بمكارم الاخلاق والقيم والفضائل، وحدد سماحته اسباب انشراح الصدر في :الايمان بالله وتوحيده وافراده بالعبادة، والاكثار من الذكر والدعاء، وحسن الظن بالله، وتقوى الله والابتعاد عن المعاصي والسيئات،والمحافظة على الفرائض والعبادات، وان تكون اكبر هم وغاية المسلم، والحمد على نعم الله التي يعجز المرء عن إحصائها، والالتزام بشرع الله في جميع امور الحياة، والتمسك بسنة رسول الله، والتزود من العلوم الشرعية، ومجالسة اهل العلم والخيرين ومن يدعون للتقى والصلاح، والالتجاء الى الله في كل شيء . واضاف سماحة المفتي قائلا: ان المسلم قد يبتلى في تجارته فيخسر الكثير، او قد يواجه بعدم توفيق في دراسته، او يصاب بأمراض متنوعة، او تلم به حوادث وكربات مفاجئة،او يبتلى بفقد عزيز عليه، وعلى هؤلاء اللجوء الى الله والتضرع اليه، والالتزام بالشرع وآداب النبوة لرفع هذه الابتلاءات والهموم والغموم والمصائب،وقال سماحته : للاسف نجد بعض من يبتلون بهذه المصائب يلجأون الى الامور المحرمة كتعاطي المخدرات او تناول الخمور والمسكرات، او الاقدام على قتل النفس بالانتحار المحرم، او ارتكاب الجرائم الاخلاقية او الولوج في المحرمات بزعم انها تفرج الهموم التي ابتلوا بها وهذا ضرر عظيم، ومصيبة كبرى يقع فيها هؤلاء فتزداد عليهم المصائب والابتلاءات ويقعون في الاوزار،مؤكدا على ضرورة ان يرضى المسلم بقضاء الله وقدره ويأخذ بالاسباب النافعة المشروعة ليتخلص مما ابتلي به ويلجأ الى الله ويتضرع اليه ويصبر ويتحمل ويصلح اوضاعه ويحرص على مستقبله.