بعد أربعة عقودٍ مضت على إنشاء طريق الجنوب، وبعد معاناة المارة الذين يجوبون ذلك الطريق الصعب المنال آنذاك استبشر أهالي المنطقة الجنوبية خيرًا وتنفسوا الصعداء قبل حوالى خمسة أعوام عندما أخذت وزارة النقل على عاتقها توسعة ذلك الطريق بعد سنواتٍ عجافٍ ألمت بالجميع لخطورة طريق كان من أصعب الطرق على مستوى المملكة من حيث تهيئته ومسافته ومنهجية ربطه مع المدن والقرى والهجر التي يمر بها. ولكن بعد البدء في الإنشاء والتوسعة التي استمرت حتى الآن أكثر من خمس سنوات لم ينل الطريق حقه بعد، فعند الانتهاء من تحويلة أو إصلاح ونحوه تكون هناك بداية جديدة ومؤسفة لتحويلة أخرى لا تقل عنها في العمل والمسافة وهكذا الحال حتى لقد تمنى الأغلبية عدم البدء فيه من الأساس، فعند المرور بذلك الطريق نجد عشرات المطبات الصناعية المهملة من أثر إصلاحات وتحويلات سابقة لم تلقَ لها الشركة المنفذة بالًا في ظل غياب الرقيب وأدوات الرقابة إضافة إلى التحويلات المستحدثة وما يصاحبها أيضًا من حفريات ومطبات في بعض المنعطفات وغيرها.. والسؤال: لماذا تم إنجاز عشرات الطرق على مستوى المملكة تبلغ أطوالها أضعاف طول طريق الجنوب في زمن قياسي قد لا يتجاوز العامين أو الثلاثة مثل طريق الرياض/ الطائف، وهو من أطول الطرق بالمملكة أو طريق الرياض/ الدمام، وهكذا القياس لطريق جدة / المدينة والقصيم/ الرياض وغيرها الكثير.. بينما يبقى طريق الجنوب بهكذا حال لعدد من المؤسسات والشركات وما يسمى بالمقاول من الباطن ومن مقاول إلى الآخر، وهو من الطرق القصيرة بالنسبة والتناسب مع الطرق المذكورة الأخرى، علمًا بأن بداية التنفيذ لذلك المشروع الحيوي كانت بداية جيدة وتم تقريبًا الانتهاء منه ومن ثم عادت الشركة المنفذة أو الشركات المنفذة - إنْ صحَّ التعبير- للحفر والردم والتحويل مرة أخرى فهل من منقذ لذلك الشريان الهام لأهالي المنطقة الجنوبية وحلول عاجلة لتلك الكلمات المتقاطعة التي صعب على ما أعتقد حلها على تلك الشركات الصغيرة والمتواضعة المستلمة للمشروع، وهل من رقابة صارمة ومتابعة نشطة في ظل غياب المتابعة من بعض المسؤولين عن المشروع نفسه.. كلنا رجاء لتحقيق هدف الطريق وغايته ضمن شبكة الطرق التي تغطي بلادنا الحبيبة المترامية الأطراف. عبدالله مكني - الباحة