يعتبر كتاب «9-11 صناعة إسرائيلية - المؤامرة اليهودية ضد أمريكا»، والذي صدر الشهر الماضي ومؤلفه فيكتور توم، الأحدث في سلسلة الكتب التي تحدثت عن هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على مدى العقد الماضي، وهو يشير صراحة بأصابع الاتهام إلى وقوف إسرائيل وراء تلك الهجمات التي اعتبرها المؤلف خطة يهودية ضد أمريكا. ورغم أن الكتاب ليس الأول من نوع، إذ سبق لكتاب أمريكيين وأوروبيين كثر أن تحدثوا عن أصابع إسرائيلية وراء تلك الهجمات الإرهابية، إلا أن أهمية هذا الكتاب هو تقديمه لأدلة جديدة تؤكد تورط إسرائيل في تلك الهجمات التي هزت أمريكا والعالم كله. ويتعرض المؤلف في البداية إلى دور الإعلام الأمريكي الواقع تحت سيطرة اللوبي الإسرائيلي في خداع وتضليل الرأي العام الأمريكي، ويدلل على ذلك القول بما سبق أن أعلنه أريل شارون: «إننا -الشعب اليهودي- نتحكم في أمريكا، والأمريكيون يعرفون ذلك جيدًا»، ويوضح المؤلف فكرته حول تلك الكارثة بالقول إن ما حدث كان مؤامرة داخلية تورطت فيها عناصر من داخل الحكومة الأمريكية نفسها (المحافظون الجدد)، لكن المتورط الرئيس هي إسرائيل باعتبارها المستفيد الأكبر من تلك الهجمات. ويضرب مثالًا على ذلك أنه في الوقت الذي أشار فيه العديد من الناشطين والكتاب مرارًا في أن مارفين بوش، شقيق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، كان على رأس الفريق المسؤول عن أمن مركز التجارة العالمي، فإنه تعمد إسناد المسؤولية الأمنية في المبنيين التوأمين في تلك الفترة لشركات أمنية يمتلكها يهود. ودلل المؤلف على استفادة إسرائيل من ذلك الحدث المروع بالقول إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة تقريبًا في العالم التي لم تصب بأي أضرار من جراء تلك الهجمات. فقد لحقت الأضرار بدول وشعوب أمريكا والعراق وأفغانستان وبلدان العالمين العربي والإسلامي ودول أوروبية عدة، فيما بقيت إسرائيل آمنة. ويستشهد على هذه الحقيقة بقول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام جامعة بار إيلان في إسرائيل «لقد استفدنا من شىء واحد، وهو الهجوم على المبنيين التوأمين والبنتاجون»، وهو ما يعتبر اعترافا ضمنيا بأن إسرائيل استفادت من تلك الهجمات، ويعقب على ذلك بالقول إنه من المعروف أن المستفيد الأكبر من أي جريمة هو الطرف المرجح بأن يكون منفذها.