أجمع نقاد وشعراء مصريون شاركوا في الاحتفاء بالشاعر أمل دنقل في ذكرى مرور 48 عامًا على وفاته على أن شعر دنقل اتسم بالاستشراف للمستقبل وإعداد الضمير الجمعي لصناعته، مستشهدين في ذلك بقصيدته «الكعكة الحجرية» و »لا تصالح» اللتين اعتبرهما النقاد استشرافًا لما حدث في ميدان التحرير في يناير الماضي. وكان الشاعر المنجى سرحان قد استهل الاحتفالية بذكر نبذة عن حياة دنقل، مشيرًا إلى أنه يعد من أهم الشعراء الذين حاولوا إحياء التراث العربي والاستفادة من الواقع المصري والعربي القديم والمعايش من خلال شعره، فيما وصف الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة فترة الخمسينيات بأنها موسم الهجرة من الجنوب، مبينًا أن قصائد دنقل الثورية لفتت إليه الأنظار لأنها كانت متفاعلة مع المناخ السياسي السائد في فترة الستينيات، واصفًا إياها بأنها كانت مرحلة قاتمة من حيث الديمقراطية وحرية الرأي. كما اعتبر الشاعر محمد سليمان دنقل بأنه من الشعراء الذين لا تستطيع الذاكرة محوهم لأنه قلب المشهد الشعري بتوظيف التراث الشعبي والعربي القديم في شعره بأسلوب حواري جذب إليه الأنظار مثل قصيدته «حديث مع أبي نواس»، بالإضافة إلى تجربته الواقعية على مقهى ريش، بما جعل شعره تجسيدًا حيًا لمدى تأثره بالواقع الا انه استخدم التراث كأداة تم توظيفها في نقد الواقع الذى يعيشه وهو ما جعل مساجين سجن طرة منذ 25 عاما يرددون ويحفظون عن ظهر قلب قصيدته الشهيرة «الكعكة الحجرية». ومن جانبه أشار الناقد حسين حمودة إلى أن شعر دنقل يحتوي في مجمله على مجموعة من المزاوجات بين أطراف متعارضة.