من كان -سوى ثلة قليلة من المخططين والمنفذين والمتآمرين- يتصور بأن يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001م كان سيحمل في طياته للدنيا أحد أهم أحداث التاريخ الحديث بل وربما أحداث التاريخ مطلقًا، فالحدث الذي غير وجه الحياة على الأرض كما يعرفها الناس ليس فقط لأن الهجوم المروع المشهود الذي وقع منذ عقد من الزمان جاء ضد الدولة العظمى بالمقاييس المادية وكانت ردة فعلها كتخبط السبع الجريح موجهة ضد العالم العربي الإسلامي، بل ولأن تداعيات الحدث العالمية غيرت منطق التعامل الدولي العالمي وطريقة تفكير حتى النخب ناهيك عن السواد الأعظم من الناس من عالم من المفترض أن تكون التعاملات فيه مبنية على الحقائق العلمية والأدلة العلمية والبراهين (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) إلى عالم بنيت تعاملاته على الظنون والأوهام وقلب الحقائق والتدليس، نقطة تحول كبرى إلى عالم أشبه ما يكون بعالم فرعون الذي سجل القرآن الكريم مقولته (ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد). فكان من نتائج ضغط إدارة الرئيس الأمريكي بوش الابن على الجميع لتبني روايتها الرسمية لتعليل ما حدث على الرغم من تناقضاتها مع أبسط معطيات القواعد والقوانين العلمية وعدم قدرتها على تفسير عدد من الظواهر التي صاحبت الحدث كمثل وجود كرات الحديد المنصهر بحجم المايكر بين حطام الأبراج أن قام كل من رئيس اللجنة الأمريكية للتحقيق في أحداث 11 سبتمبر «توماس كين»، ونائب رئيس اللجنة «لي هاميلتون»، ومستشارها القانوني «جون فارمر» بتأليف كتاب كل منهم على حدة تبرؤا في كتبهم الثلاث المشار إليها ولو جزئيًا من النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة معللين ذلك: بقيام الإدارة الأمريكية بوضع العراقيل أمامهم، وأن الكثير من المعلومات ذات الصلة قد حجبت عن أعضاء اللجنة، وأن الرئيس بوش الابن وافق على الشهادة أمام اللجنة فقط شريطة أن يكون في معية نائبه «ديك تشيني» وأن لا يكون أي منهما تحت طائلة القسم القانوني، وأن المسؤولين في كل من وزارة الدفاع الأمريكية والإدارة الفدرالية للطيران قد تعمدوا الكذب على اللجنة، وأن اللجنة قد تم تشكيلها بطريقة تضمن فشلها في إنجاز مهمتها، واستنتج «فارمر» في كتابه بأن الحكومة الأمريكية قد اتخذت قرارًا بعدم قول الحقيقة لما جرى، وأن محتويات أشرطة قيادة الدفاع الجوفضائي لأمريكا الشمالية (نوراد) (NORAD) تتناقض بشكل جذري مع الرواية الرسمية للحدث. البعض من أعضاء اللجنة كمثل السينتور السابق «ماكس كليلاند» استقال لعدم موضوعية أعمال اللجنة. ولأن الرواية الرسمية لأحداث سبتمبر تتناقض مع القوانين العلمية كمثل زمن سقوط البرجين سقوطًا حرًا دون مقاومة من الأدوار السفلى للركام الساقط من الأعلى الأمر الذي يستحيل وقوعه دون استخدام المتفجرات، أو كمثل سقوط المبنى رقم 7 سقوطًا حرًا هو الآخر بالرغم من أنه لم يتعرض للهجوم بالطائرات، فقد تشكل على مدى العقد الماضي عدد كبير من المنظمات العلمية الأمريكية الباحثة عن الحقيقة في أحداث 11 سبتمبر والمطالبة بفتح تحقيقات علمية مبنية على القوانين العلمية الثابتة من قبل متخصصين مشهود لهم كمثل: منظمة المعماريين والمهندسين من أجل الحقيقة التي تضم في عضويتها 1,500 مهندس ومعماري أمريكي، الإطفائيين من أجل الحقيقة، الطيارين من أجل الحقيقة، العلماء من أجل الحقيقة.... إلخ. بل إن العلماء من خارج الولاياتالمتحدة كمثل البروفسور «نيل هاربيت» وثمانية من زملائه من جامعة كوبنهاجن أدلو بدلائهم في فضح هذه التناقضات العلمية للرواية الرسمية، إذ قام البروفسور هاربيت المتخصص في الكيمياء، بتحليل الرماد المتراكم من الدمار وأثبت بما لا يدع مجالًا للشك وجود مادة النانو ثيرمايت الحارقة جدًا وقدر كميتها بالأطنان، وهو موضوع تناولته هذه الزاوية بتاريخ 12 سبتمبر 2009 تحت عنوان (النانو ثيرمايت من دلائل افتعال أحداث سبتمبر)، كما أن للمهندس الأمريكي الكيميائي «مارك بيسيل» شريط فيديو موجود على موقع اليوتيوب عن تجاربه التي أثبتت وجود مواد متفجرة بحجم النانو ضمن رماد خراب الأبراج. وكلها أمور قد تفسر وجود الحديد المنصهر في مخلفات الأبراج وبالتالي تواطؤ جهات أو أفراد على تنفيذ المؤامرة. والحقيقة هي أن الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث 11 سبتمبر 2001م الخطيرة التي خلاصتها قيام متشددين إسلاميين بمهاجمة أمريكا وتغلبهم أربع مرات متكررة في يوم واحد على كل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الأمريكية وعلى إدارة الطيران الفدرالية وعلى قيادة الدفاع الجوفضائي لأمريكا الشمالية (نوراد)... الخ، على تهافتها بل تناقضها علميًا، وعلى الرغم من رفض الإدارات الأمريكية فتح تحقيقات تخصصية علمية بشأنها، قد اتخذت أساسًا وذريعة لهجمة الولاياتالمتحدةالأمريكية مدعومة من الغرب المسيحي ضد العالمين العربي والإسلامي، وحولت بذلك منطق صنع القرارات العالمية المهمة من منطق ما قبل 11 سبتمبر المبني على الحقائق إلى منطق عالم ما بعد 11 سبتمبر المبني على الكذب والتضليل المعلوماتي وكسب موافقة الشعوب بالتلاعب السلبي بالعواطف، وتبقى الأرض في انتظار عودة المنهج الرباني متمثلًا في الخلافة الإسلامية الرشيدة لتمتلئ بنور ربها عدلًا بعد أن ملئت جورًا.