تعقيباً على مقال الكاتب أحمد العرفج المعنون ب(ظهور الكُحَّة في جملة لا أساس له من الصحة) والذي نُشر في هذه الجريدة الغراء أقول: وَأَنَا أشهَدُ وَأعتَرِفُ بأنَّ اللغة واللفظ هي صورة الفِكر فيما حوَى العقل.. وضَبابيّتهما تَعكس ضَبابيّة الفِكرة في الجُمجمة.. مَقَالُ اليَوْمَ (صعب).. كَامِلُ الدَّسَمِ عمِيقُ المحتوَى متعدّد الوجهات.. «وفيهِ تحَدٍّ للقارِئ الفطِن الذي يقرأ لِ يستنتج»!! جُملة «لا مَانع» التي كَرَّستها «اللغة الإداريّة»، تَعكس حَالة التَّحريم التي تَسكن الذّهنيّة العربيّة، وهي حَالة تَشرح مَدى تَوغُّل الفِكرة القَائلة: (إنَّ الأصل في الأشياء التَّحريم، إلَّا مَا ثَبت حلّه)..! واللهِ لا أعرفُ فِي أصلِ الأشْيَاءِ إلا الإباحةَ وَالتحليل.. ما لم تصرفه صارفة إلى التحريمِ والمنع والكراهة.. لكن على ما يبدو أنها من القواعِد الموغلة في بعض العقليات الإدارية فعلاً ومنطوقاً.. المُربِكُ الآن أن أقرأَ الرأيينِ فِي المقال ذاته!!! أعجبنِي تفصِيل: «لا أساسَ له من الصِّحةِ».. وَهذَا ديدن أحمد العرفج يتُوه فِي تفَاصِيلِ الأشيَاءِ ويتركُ (لهم) المُجمَل.. فجملة: «لا أساس له من الصحة» مما اتُّفِقَ أساسهُ وَاختُلِفْ.. تستحِقّ النظر!!! أما عبارة: «إِنْ دَلَّ فَإنَّمَا يدلُّ» فَهِيَ مما يُثيرُ الشَّكَّ والتَّرَدُّدَ بسبب دخول (إنْ الشرطية).. ممَّا يفتحُ بابَ التّأويل عَلَى القَارِئِ والمستمع من دلالةِ طَوِيَّةِ الكلامِ ومدلولهِ وَحوِيلِ المعنى..! هذه العبارة بالذات لا يُغرِينِي اقتفاؤُهَا.. وَآخرُ الكلام: رغمَ أنِّي أحبُّ الكلامَ ولا أحِبّ ال «آخر» يعجبنِي التلقِّي ولكنِّي أكره أن يكونَ سلبِيًّا.. لذلكَ أبحثُ عن الكتابات التي تثير الفرز.. فَشكراً على مبنى المقالِ ومعناه كاتبنا العرفج. إيمان الأمير - جدة